17 سبتمبر 2025

تسجيل

تسريبات البروفسور إريك ريفز المحيرة عن السودان !

14 أبريل 2015

هناك علاقة غامضة بين البروفسور الأمريكي إريك ريفز، الكاتب الراتب في جريدة الجارديان البريطانية، وأستاذ اللغة الانجليزية في كلية سميث كلودج في نورث هامتون في ولاية ما ساشوسست الأمريكية، والباحث الأكاديمي المدقق، والمتخصص في الشؤون الإعلامية، وفي قضايا حقوق الإنسان، والأوضاع الداخلية في السودان. الحيرة ليس في تتبع البروفسور إريك اللصيق للشأن السوداني، إنما في تسريب البروفسور عن عمد لمعلومات خطيرة مأخوذة من أفواه أشخاص هم قمم في الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية السودانية تحدثوا بها في اجتماعاتهم السرية التي يتداولون فيها أمورا سرية تتعلق بأمن البلد وبعلاقاته الخارجية والداخلية الحساسة. يجد المتصفح لصفحة هذا البروفسور في الشبكة العنكبوتية معلومات خطيرة مجدوعة في الشارع الاسفيري العام دون أن يجد غضبا موازيا من النظام ضد هذا البروفسور. ولا يجد انزعاجا أو نفيا قاطعا لتلك التسريبات. ناهيك عن اتخاذ موقف متشدد من الرجل الذي لا يستنكف من أن يكرر القول إنه يحصل على معلوماته من مصادر سودانية داخلية عليمة بما يوحي أنها مصادر مسؤولة وموجودة في قلب النظام. ويلاحظ المتابعون أن النظام حاول أن ينكر (بهدوء!) تسريبات البروفسور ريفز التي نشرها في عام 2013 عن اجتماعات قادة عسكريين وسياسيين وأمنيين كبار ناقشوا فيها مجمل القضايا السودانية وعلاقات السودان مع دول الجوار الإقليمي والعربي خاصة مع إيران والحركات الإسلامية المتطرفة. ورغم خطورة ما ورد على لسان أولئك القادة عن علاقات السودان الإستراتيجية مع إيران وأهدافها البعيدة. وعن تكتيك الأجهزة الأمنية لتضليل دول الخليج باتخاذ سياسات تبدو في ظاهرها متباعدة من الخط الإيراني ولكنها سياسات تمويهية لا تمس جوهر العلاقات الإستراتيجية بين السودان وإيران، خصوصا ما ورد على لسان وزير الدفاع السوداني في ذلك الاجتماع الذي يحدد تحديدا قاطعا أن الذين يتحدثون عن توقف علاقات السودان مع إيران واهمون وأن هذه الأوهام تصب في صالح العلاقات الإستراتيجية بين البلدين. رغم هذا سكت النظام ولم يواصل إنكاره الناعم لما سربه البروفسور ريفز من معلومات خطيرة. كان هذا في عام. في هذا الأسبوع نشر الإعلام الاسفيري السوداني المعارض تسريبا آخر للبروفسور ريفز عن اجتماع سري عقده قادة سودانيون أمنيون وسياسيون وعسكريون في العاشر من سبتمبر 2014 بمنزل الرئيس البشير شخصيا تحريا للسرية الشديدة. ومع ذلك تسربت كل التفاصيل التي نوقشت في الاجتماع الخطير في المكمن الأخطر، كيف يمكن أن يحدث هذا؟! في تقديري المتواضع هناك احتمالان لا ثالث لهما، الاحتمال الأول أن التسريب مقصود لذاته من قبل النظام لتخويف من تهمه تلك المعلومات المسربة حتى يقبل نحو النظام لمزيد من التفاهمات المشتركة. أما الاحتمال الثاني، فهو أن يكون النظام مخترقا بصورة خطيرة من خصوم داخليين من عضويته. أخطر التسريبات في الاجتماع التي نطق بها المجتمعون الكبار هي أن يتم الوساطة الأممية والإفريقية المكون من السادة ثامبو امبيكي رئيس الإفريقية رفيعة المستوى ومعه محمد بن شماس وهايلي منكريوس هم عملاء للنظام السوداني ينفذون له خططه ويتناغمون معه مقابل فوائد يقدمها النظام لهم. أما التسريب الطريف فهو ما ورد على لسان نائب الرئيس السوداني وهو يناقش كيفية التصدي للفساد الذي استشرى وسط عضوية الحزب الحاكم. فقد أبدى نائب الرئيس تخوفه من أن يضطر الحزب إلى فصل كامل عضويته إذا رأى أن يفصل كل فاسد في صفوفه. اعتراف خطير ومخيف ومحبط للذين مازالوا يصدقون أن الدولة القائمة في السودان هي دولة المدينة أو دولة الصحابة الأوائل.