11 سبتمبر 2025
تسجيلتستمر المأساة الفلسطينية بلا توقف، منذ إصدار الحكومة البريطانية وعد بلفور لإقامة الكيان الإسرائيلي عام 1917 واحتلال فلسطين في العام التالي وإصدار قرار تقسيم فلسطين عام 1947 وتسليمها للعصابات اليهودية في العام التالي، والمساهمة بتشريد الشعب الفلسطيني وتهجيره من وطنه وتحويله إلى لاجئين في الداخل وفي دول الجوار، وبدل المدن والقرى سكن الفلسطينيون في مخيمات ومنها مخيم اليرموك الفلسطيني بالقرب من دمشق إلى جانب 60 مخيما آخر في كل الدول المحيطة بفلسطين. أستذكر هذه الحقائق بين يدي ما يتعرض له مخيم اليرموك الفلسطيني من مجازر وحرب إبادة جماعية وحصار تجويع منذ أكثر من 550 يوما على أيدي نظام بشار الأسد الإرهابي، الذي لا يكتفي بالحصار والتجويع بل ويقصفة بالبراميل المتفجرة والطائرات المقاتلة والصواريخ الأمر الذي حول المخيم إلى "أعمق دائرة من الجحيم"، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. هذا المخيم الذي كان يسكنه أكثر من 225 ألف فلسطيني وسوري قبل بداية الثورة يسكنه حاليا أقل من 16 ألف فلسطيني، بعد تشريد سكانه إلى مخيمات أخرى أو إلى مخيمات لبنان التي يسكن الفلسطيني فوق الفلسطيني فيها، بعد أن تحول إلى "مخيم للموت" ووصمة عار في جبين الإنسانية والعرب والقيادة الفلسطينية. لم تقف مأساة مخيم اليرموك عند هذا الحد، فقد أضيف إليها دخول تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى الخط، وهي التي اجتاح عناصرها المخيم بتواطؤ من نظام الأسد الإرهابي الإجرامي، ودخلت عبر المناطق التي يسيطر عليها عناصر الأسد المجرمين، وهم الذين يحاصرون المخيم حصار السوار للمعصم، وبدل أن يقاتل الدواعش قوات ومليشيات الأسد التي تحاصر المخيم، دخلوا إلى المخيم لقتال العناصر التي تدافع منه من مقاتلي الجيش الحر، ومن أجل مساعدة نظام الأسد على الفتك بالمخيم من الداخل لعجزه عن اقتحامه منذ عامين. لا يمكن أن نفصل مأساة مخيم اليرموك عن المأساة التي يتعرض لها كل الشعب السوري الذي يعاني الأمرين من فائض الحقد لدى نظام الأسد العلوي- الشيعي الطائفي، والذي يمارس إجراما قل أن تجد له نظيرا في العالم، وهم يعانون مما يعاني منه أشقاؤهم السوريون، إلا أن الفلسطينيين في مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى في سوريا، يراكمون المزيد من المعاناة والمآسي، فهم طردوا من فلسطين، وعانوا مرارة التشرد والحرمان والقتل والغربة، ثم أتى نظام الأسد ومعه تنظيم داعش من أجل أن يصب على مراراتهم المزيد من الدم والدموع والحزن، ويحولهم إلى رهائن في حربه الدموية الإجرامية الإرهابية، بل ويحول 3500 من أطفال مخيم اليرموك إلى دروع بشرية.ما يجري في مخيم اليرموك "كارثة ملحمية" كما وصفها مسؤول في الأمم المتحدة، وكل العالم بما في ذلك ما يسمى القيادة الفلسطينية تخلت عنه، فأحمد مجدلاني ممثل رئيس سلطة رام الله يريد أن يقاتل إلى جانب جيش الأسد لإخراج مقاتلي داعش من المخيم، أي يريد أن يخرج مقاتلين أدخلهم نظام الأسد نفسه، ثم عادت ما يسمى منظمة التحرير الفلسطينية إلى الإعلان عن "رفض الانجرار إلى أي عمل عسكري في المخيم"، ثم يأتي الأمين العام للأمم المتحدة ليعلن أن "يخشى وقوع جريمة حرب جديدة".نظام الأسد منع الدواء والغذاء والماء عن سكان المخيم، ومنعهم من الخروج إلى أماكن أخرى، وأدخل إليهم خوارج العصر من أجل الفتك بهم، مما أدى إلى موت 200 فلسطيني جوعا تحت سمع وبصر العالم كله. ما يجري في سوريا ومخيم اليرموك عار على العرب.. كل العرب، وما يجري في قطاع غزة عار على العرب.. كل العرب.