17 سبتمبر 2025

تسجيل

فكروا أو دعوني أنتحر

14 أبريل 2011

آسفة إن كنت قد خيبت آمال الكثيرين الذين كانوا يرون من قلمي فارساً مغواراً فإذا بهم اليوم يرونه مطموراً مغموراً يصطف وراء مصلحة مجهولة لا يعلمها من يقرأ وأعلمها أنا بالتحديد!..آسفة إن كانت وجهات نظري لا تعجب الكثيرين ولكني لست مسؤولة إن كنت أجاهد في سبيل أن يفهمني الجميع ويخونني أسلوبي ويصر على هزيمتي أمامكم!.. فلست بتلك الساحرة التي تمتلك قدرات خارقة على الكتابة بأسلوب يفهمه الجميع ويتفق معه الجميع وربما كان هذا من مصلحتي لولا شعوري بالغيظ المكتوم الذي يكتنفني كلما بعث لي أحدهم إيميلاً يكيل لي السباب والتجريح من مقاصد لم أسوقها في مقالي لا صراحة ولا ضمناً وأستغرب كيف يفهم البعض مايريد أن يفهمه بينما المقصود من كلماتي يظل مستريح البال من أن يتناوله القراء كما تصبو إليه كاتبته!..ولعل موقفي الصريح والواضح من أحداث اليمن هو ما جعل هؤلاء يقلبون طاولة الإعجاب بمقالاتي على رأسي ويحيلونها بقدرة قادر إلى سلسلة انتقادات جارفة تجهض أحقيتي بامتلاكي لقلم قادر على ترجمة آرائي ووجهات نظري وينتقص من قيمته وهذا لا يزعجني بقدر ما أرجو من هذا القلم ألا يخذلني في طرح ما أريد أن يفهمه الآخرون عني وليس ما يريد هؤلاء فهمه بالنسبة لي!..فعندما مدحت ثورات تونس ومصر وأيدت ثورة ليبيا ووقفت حائرة أمام تدخل الناتو بالحل العسكري ضدها كنت أعي تماماً إن هذه الثورات كانت يجب أن تقوم لأن كل هذه البلدان ذات بيئة واحدة من حيث فكر شبابها وتجمعاتهم وتشكيل بنوداً للثورة توحد صنوف الشعب على التغيير وإسقاط الأنظمة ورغم تزعزع هذه البنود التي اهتزت بعد سقوط النظامين المصري والتونسي ودخول الجميع في منازعات ومشاكل نتج عنها من الضحايا ما يجهض من قيمة الثورات التي فجرها هذان الشعبان إلا ان الجميع يعلم بأن آخر مطاف مصر وتونس هو الاستقرار السياسي لأن الشعب بأسره اتفق منذ البداية على ان مبارك يجب أن يسقط وبن علي يجب أن يرحل وكلاهما يجب أن يحاكما لكن من العاقل الحكيم المتزن الذي يمكن أن يقول إن اليمن يمكن ولو بنسبة ضئيلة أن تشبه مصر وتونس في استنساخ ثورتيهما؟!.. من الذي يجب أن يؤكد إن طبيعة وبيئة اليمن يمكن أن تتشابه مع بيئتي القاهرة وتونس؟!.. هذا ما أحاول أن أوضحه وحاول قبلي وبعدي من الباحثين وأصحاب الرأي أن يقولوه في أكبر المنابر الإعلامية ومع هذا أبدو أنا الوحيدة المتهمة المجرمة الموضوعة ضمن قائمة سوداء غير مرغوبة فيها!.. ولذا أقولها وأنا في كامل قواي العقلية وبكامل ثقتي بما أقول وأكتب وأؤمن به وهو ان اليمن لا تصلح لأن يقام فيها ما يسمونها اليوم بالثورة وأسميها أنا فوضى لأنها مجتمع قبلي حزبي متكتل بصنوف من المجالس وزعماء القبائل والمحافظات وكما ان لسلطته معارضين مناوئين لها فإن المناصرين الموالين يشكلون نسبة كبيرة ولذا فأنا بالفعل أنكر على الذين استباحوا ساحة الجامعة أن يكونوا ممثلين للشعب أو الناطقين باسمه وكان الأحق بهم أن يتمسكوا بمطالبهم الشرعية التي كنت سأتمسك بها معهم منذ البداية قبل أن تندس بعض العقارب السامة في صفوفهم وتجرهم إلى أهدافها المغرضة التي أجهضت من تجمعهم المشروع إلى تجمع مرفوض!.. ودعونا نكون أكثر صراحة وهو ان ثورة مصر كان الفيسبوك محركها الأساسي ويكاد السبب الأول في إسقاط مبارك وخضوعه حالياً لتحقيق قاس يمكن أن يجهض البقية الباقية من تاريخه الذي لايزال متمسكاً بتلابيبه حتى هذه اللحظة أما ما يحدث في اليمن فأين الواجهة التي تمثل الشباب هناك ويمكن من خلالها أن نعطي (لاعتصاماتهم) صفة حضارية التي لا يمكن أن تكون سوى بالحوار وإنشاء حزب شبابي خاص بهم يتفاوض مع الحكومة على المطالب الأساسية وتفعيل المبادرة الخليجية التي للأسف تثبت بأن الشباب لا دور لهم فيما يجري الآن في اليمن وإلا لما كانت هذه المبادرة بين الحكومة اليمنية والمعارضة مع تهميش الشباب الذين خرجوا لساحة الاعتصام مؤكدين منذ الدقائق الأولى لخروجهم بأنهم لا يمثلون أي حزب أو كتلة وإنهم يمثلون أنفسهم فكيف إذن تقوم الحلول للخرج باليمن إلى شاطئ الأمان وكل ما يدور هو بين الحكومة والمعارضة اليمنية؟!.. فالمسألة باتت الآن تحقيق أحلام قديمة للمعارضة في تغيير النظام المرفوض لديهم منذ القدم والتي استغلت خروج الشباب لتمرير هذه الأحلام وفرض رغباتها ولتكن هي السائدة على طاولة من يفكر بتقديم أي حل ناجع يُخرج اليمن من عنق هذه الأزمة فأين الشباب وثورة الشباب ومطالب الشباب من كل هذا؟!..لهذا وقبل أن تلصقوني بالمؤتمر الحاكم والذي أجهله كما أجهل أحزابكم للأسف وتجعلوني من فريق الرئيس الذي يبدو إنه يمتلك من الحكمة والعقل ما يجعله حتى الآن متحلياً بالصبر فكروا قليلاً واسألوا أنفسكم لماذا تحولت الأهداف ولماذا التحق الإصلاح والمشترك بصفوفكم في حين رفض الشعب المصري أن يتحدث عنه أحد أو يشاركه أحلامه وكلما هتف أحدهم من حزب ما بسقوط مبارك لفظته ثورة الشباب من رحمها قسراً؟!..فكروا لماذا تسلقت وجوه بارزة على أكتافكم واستأثرت بشاشات الجزيرة والعربية والبي بي سي وغيرها لتعلن نفسها قائدة الثورة وهي من الأساس تابعة للحكومة وظلت كذلك حتى وجدت الفرصة سانحة لبث سمها والاستئثار بقيادة ما كان يمكن أن تكون ثورة حقيقية لولا وجود هذه الرؤوس الخبيثة التي كان يجب أن تبترها أيدي الشباب بأنفسهم لا أن ينظموا صفوفهم خلفها وينصبوهم قادة عليهم؟!..بربكم فكروا في هذه الفروق وما هو أكثر منها ثم علقوا المشانق لي أو حثوني على الانتحار.. فأنا راضية!!. فاصلة أخيرة: إلهي خلقت الذباب والطاووس.. أعطيت الأول جناحين ليطير لكنه أبى إلا ان يقع على النجاسة ومنحت الثاني ريشاً مبهراً لا يحمله ليطير لكنه يأبى إلا أن يطأ بقدميه القصور!.. فكروا بهذه أيضاً!!