15 سبتمبر 2025

تسجيل

عطفا بهم.. لننال أجرهم

14 أبريل 2011

كنا قد تحدثنا في المقال الفائت عن مشكلة اجتماعية تترك أثرا كبيرا في اللحمة الاجتماعية للمجتمع ألا وهي ظاهرة العنف ضد الأطفال وقد توالت الإيميلات التي تحدثت وشاركت بالكتابة معقبة على المقال موردة بعض أشكال العنف ضد الأطفال التي تؤثر على التركيبة الاجتماعية والنفسية للطفل ومن هذه الإيميلات إيميل الأخ أنور صالح من الهند الذي أشار لضرورة الأخذ بالموضوع من الجانبين، ألا وهو كما يرى الأخ الكريم ناحية احترام الكبير والعطف على الصغير لتكتمل المنظومة النفسية ونحن نشارك الأخ الكريم في ضرورة العمل على تربية الأطفال تربية قائمة على احترام الكبير وتوقيره وإجلاله لينعكس أثرها على الصغير من الكبير عطفا ورحمة. كما أن إحدى الأخوات نبهت إلى قضية مهمة ومحورية في الموضوع ألا وهي عنف الخدم ضد الأطفال وكم نسمع من القصص المحزنة المبكية ما يندى له الجبين من إهمال الأطفال من قبل آبائهم وأمهاتهم في التربية والمتابعة والتوجيه، فتصبح الخادمة أما والسائق أبا وأوردت الأخت الكريمة قصة شاهدتها بنفسها عند وقوفها وزوجها أمام إحدى المدارس من تعامل فظ من الخادمة ضد طفل صغير لا لشيء إلا لأنه ترك لها الحبل على الغارب في التربية والتعامل. وإننا هنا لنؤكد أن من أهم الأسباب التي تزيد هذه الظاهرة إهمال الآباء والأمهات لتربية أبنائهم ومتابعتهم والقرب منهم نفسيا وعاطفيا لتتولى ذلك الخادمة ويصبح السائق مسؤولا عن الطفل، فينعكس أثر ذلك على الطفل نفسيا واجتماعيا، لأنهما وأقصد هنا السائق أو الخادمة بعيدان كل البعد عن الوعي بوسائل التربية الحديثة والتعامل النفسي مع الطفل على أنه طفل لا راشد عاقل. كم منا ومن الآباء والأمهات لا يعلم عن طفله إلا اسمه؟؟!! وكم من الآباء والأمهات من لا يخصص وقتا لهم بداعي الإنشغال بأمور الحياة وهو لا يعلم أنهم الحياة والأمل والمستقبل!!! لنسأل أنفسنا بروية وتؤدة ووقفة مع الذات: أين نحن من أطفالنا؟؟ أين نحن من فلذات أكبادنا؟؟ إن المصيبة العظمى أن نكون واقفين على خط المرمى من الخارج ونشاهد أطفالنا يلعبون ويمرحون بل وحين يستلزم الأمر يعاقبون من قبل أناس لا تربطهم بهم صلة قرابة ولا رابطة نفسية أو اجتماعية ثم نلقي باللوم عليهم لسوء تربيتهم!! إن الواجب علينا سواء كنا آباء أو أمهات أن نبني صلات وثيقة من الحب والرحمة بيننا وبين أطفالنا نتلمس احتياجاتهم وكوامنهم النفسية العاطفية وحين نعاقبهم فإننا نعاقبهم عقابا تربويا هدفه الإصلاح والتحسين لا التعنيف والقسوة البعيدة كل البعد عن مشاعر الأبوة العاقلة والأمومة الحانية وهنا ننتظر رد الفعل الإيجابي من الأطفال الذين أصبحوا الآن وفي عصرنا الحالي أكثر وعيا وإدراكا وبهذا الأسلوب فإننا لن نلجأ لأساليب بعيدة كل البعد عن التربية الحديثة وما أمر به ديننا الحنيف من العطف على الصغير والرحمة به وحينها ستنطلق مشاعل الرحمة في كل بيت وكل أسرة وعندها انتظروا (مجتمعا بأطفال لا عنف ضدهم) [email protected]