05 أكتوبر 2025

تسجيل

جامعة قـطـر وعـضـو هـيـئة التدريس

14 مارس 2021

في كل جامعات العالم يشغل أعضاء الهيئة التدريسية مكانة مهمة في تحقيق أهداف تلك المؤسسات التعليمية، وذلك كون هؤلاء الأعضاء يتمتعون بمزايا خاصة ضمن كادر مالي خاص، فضلا عن جوانب الدعم التعليمي للأبناء والتأمين الصحي لجميع أفراد الأسرة والرعاية السكنية المميزة، وغيرها من الامتيازات المجتمعية والخصومات المختلفة التي تعتبر حقا مكتسبا لم يكن يحظى به في مهن أخرى. ويوجد في جامعة قطر مجلس أعضاء هيئة التدريس الذي يمثل لسان حال أعضاء هيئة التدريس، ويعتبر حلقة وصل فعالة بين الإدارة الجامعية وباقي الأكاديميين في كافة الكليات، ويرأسه حاليا الدكتور علي الشاوي الذي يعتبر خير رسول للمهمات الصعبة والمحورية لدى دكاترة جامعة قطر. وهذا يعني الراحة التامة للدكتور عندما يرغب في تحقيق امتياز بذاته، وما زلت أذكر الضغط النفسي الذي كان يعاني منه الدكاترة لاستكمال ملف التقييم الالكتروني خلال فترة محددة، مما دفع هذا المجلس الى شحذ همته وتسخير جهوده لإقناع الإدارة العليا بالجامعة بتمديد المواعيد النهائية للتسليم، والأمثلة في هذا السياق كثيرة جدا. ويتمتع عضو هيئة التدريس بمساحة واسعة من الحرية الأكاديمية في إثراء المقرر الدراسي، ضمن ضوابط الشرع والعادات وخصوصية المجتمع القطري ونظم ولوائح الجامعة، تلك الحرية ترفع سقف الإبداع لدى الأستاذ وتخلق فيه (ترموستات) ذاتيا لانتقاء المواد الإضافية أو الأسئلة التي تحاكي مهارات التفكير أو الإشراف على المشاريع الإبداعية ضمن المقررات العادية أو مشاريع التخرج. وتوجد في الكليات المختلفة مبادرات علمية شهرية على شكل سيمنار لأعضاء الهيئة التدريسية ويطلق عليه: مجلس أو ديوانية أو كوب قهوة، يتدارس من خلاله الأكاديميون قضية مهمة أو حيوية (Hot Topic) أو استكشاف علمي جديد على مستوى العالم، أو تطوير لنظرية معينة ضمن التخصص. هذا الجو العلمي الشهري او الربعي يمثل قيمة مضافة لحصيلة عضو هيئة التدريس، وهذه التظاهرة العلمية بالرغم من بساطتها إلا أنها تصنع مؤشرا فارقا في اللقاء مع الزملاء وتكوين بنوك جديدة للمعرفة والأفكار الإبداعية. وما زلت أذكر تلك المبادرات المميزة في كلية الهندسة التي تربط جسرا بين تخصصهم والتخصصات الأخرى، كل تلك اللقاءات كانت واقعية قبل بدء جائحة كورونا التي حلت على العالم، في حين أنها تحولت إلى لقاءات افتراضية أونلاين تطبيقا للاحترازات التي حددتها الجهات الصحية بالدولة. وينخرط عضو هيئة التدريس في جامعة قطر بالعديد من اللجان التي من شأنها دراسة وتمحيص قضية محورية سواء إدارية أو علمية تخصصية - ولها مهام يؤديها الفريق معا، كما لها وقت محدد للانتهاء وتسليم التقرير النهائي الشامل أو التفصيلي لمتخذ القرار، تلك اللجان زاد عددها أو نقص إلا انها تصقل العضو من الجانب الحواري والمهاري والبحثي وتساعده في الشعور بالمشاركة في صنع القرار، هذا الشعور يعمل على زيادة الولاء المؤسسي لديه، أذكر عند بداية التحاقي بالعمل في جامعة قطر سألت أحد الزملاء أن يصف لي بكلمة واحدة العمل في الجامعة، فأجابني: "من كثرة اللجان انت مش حتأدر تبص في الساعة". ويتمتع عضو هيئة التدريس بالاتصال الرأسي أو الأفقي ضمن قنوات رسمية مفتوحة للجميع، الا أن العلاقة بين الزملاء في الجامعة لا تقف عند تلك القنوات بل تعكس روح الأسرة الواحدة، فيفرح الجميع عند ترقية أحدهم ويأسى الجميع في حال مرضه، ويساعد أحدهم الآخر في المقرر العلمي الجديد ويزوده بالمواد الجاهزة التي تعينه على البدء، كما أن اللقاءات بين الأعضاء لا تقف داخل أسوار الجامعة بل تتعداها الى اللقاءات الأخوية الودية خارجها. وأذكر ما قام به عميد كلية التربية من جمع طيب لأعضاء الهيئة التدريسية في مطاعم الدوحة، وكذلك ما قامت به رئيسة قسم العلوم النفسية من دعوة عشاء لتكريم أعضاء سيغادروننا عما قريب لظروفهم الخاصة، ومثل تلك المبادرات الإنسانية كثيرة تضمن الاحترازات الشرعية والصحية والأمنية التي بنادي بها المسؤولون في الدولة. وتعرض جامعة قطر مسابقات مختلفة على مستوى أعضاء هيئة التدريس من شأنها التنافس الشريف للوصول إلى معايير محددة في البحث العلمي أو خدمة المجتمع أو التدريس. تلك المسابقات السنوية لها ضوابطها الصارمة مما يدفع عضو هيئة التدريس إلى العمل المنظم بكفاءة عالية، وهذا بلا شك ينعكس في النهاية على تجويد العمل وزيادة كفاءة أعضاء هيئة التدريس وزيادة سمعة جامعة قطر علوا بين الجامعات المنافسة. آخر المطاف: هنيئا لأعضاء هيئة التدريس على كونكم أعضاء فاعلين في جامعة قطر، فمتعة الأستاذية تفوق التدريس أو البحث العلمي أو خدمة المجتمع؛ انها المنظومة المركبة الممتعة. همسة: من أروع مكاسب العمر حينما تقف ذاكرتك بمحطات إخوة وأصدقاء عزيزين هم كنوز تبقيهم في رصيد حياتك. دمتم بود [email protected]