11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل أنت متحضر؟

14 مارس 2019

يسعى أغلب البشر للظهور بمظهر المتحضر، وقد فهم البعض معنى التحضر بشكل خاطئِ، وتصور ان تقليد الغرب في طريقة الملبس الذي يتسم في أغلبه بالعري وقلة الاحتشام – اقول فهم خطأ – بان ذلك رمز لتحضره، وتصور البعض انه عندما يغلب على كلامه الكثير من الجمل والعبارات الاجنبية انه بذلك وصل لأعلى درجات الرقي ونسي او تناسى انه بذلك ينخلع من جلده وليس فعله ذلك من التحضر في شيء. وفي اعتقادي ان الرقي والتحضر الصحيح يكون في التمسك بمكارم الاخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف. ومنها احترام الكبير والرحمة بالصغير والمسكين والضعيف وتقدير كل إنسان لإنسانيته حتى لو خالفك في الدين او الجنسية او كان تحت يدك. ويظهر اسمى معاني مكارم الاخلاق في الرحمة بالخدم وعدم تعييرهم بلونهم او بضعفهم او بأي شيء ينتقص من كرامتهم. وتمتلئ كتب السيرة المطهرة بالعديد من القصص التي تشهد حرص رسولنا صلى الله عليه وسلم على معاملة الضعفاء وخاصة الخدم والعبيد والاماء بأحسن معاملة ومن ذلك القصة التي اوردها د/ طارق السويدان في كتابه القيم « الرسول الإنسان صلى الله عليه وسلم « فقد ورد ان أبا ذر اختلف مع بلال رضي الله عنهما فعيره الاول بأمه قائلا « يا ابن السوداء « « فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية «. وقال صلى الله عليه وسلم: إخوانكم خَوَلُكم ( خدمكم خَّولكم الله عليهم ) أي جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولاتكلفوهم ما يَغلبهم ( يشقُ عليهم ويصعب ) فإن كلّفتموهم فأعينوهم ( البخاري ومسلم ). وتتمة القصة ان أبا ذر عندما علم بخطئه أسرع إلى بلال رضي الله عنهما، ووضع خده على الأرض يقول له: دُس على وجهي ( وذلك كتأديب لنفسه بسبب ما قاله ) ولكن بلالاً رضي الله عنه رفض ذلك واعتنق أبا ذر وقبل رأسه وأقامه وصافحه ومشيا معا. انه الخلق الراقي، الذي علمنا اياه ديننا الحنيف. نسأل الله تعالى ان يوفقنا جميعاً لاتباع تعاليم سيد الأنبياء وخاتم المرسلين عليه أفضل صلوات الله وتسليماته والتمتع بمكارم الأخلاق. [email protected]