23 سبتمبر 2025

تسجيل

"لقد أتعبت الخلفاء من بعدك ".. وأحرجت آخرين وفنَّدت أعذار المتشاغلين

14 مارس 2012

* الشطر الأول من العنوان هو مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالها عندما أدهشه ما رأى من صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمير المؤمنين في ذلك الوقت، الذي لم يشغله أمور الحكم وإدارة الدولة عن خدمة عجوز من رعاياه وذلك بتنظيف بيتها وحلب شاتها. * أما عنوان مقالتي بشطريه فهو في شخص " أميرنا " أسوقه عبرة وعظة لكل قائد وحاكم يتوق للمعالي، ولكل مسؤول قد يظن أنه أكثر انشغالاً، وأفند به أدعاء كل متشاغل قد يصوغ أعذاراً لكل حق وواجب. * كنت يومها في طريقي لأشهد احتفالاً وتكريماً من سموه وحرمه حماهما الله، لمَن لهم بصمة مشاركة في صروح أنشئت على أرض الوطن وتحقيق أحلام علت وشمخت بشموخ عقول أحتوتها، منشآت عملاقة بكل ما تعني الكلمة من معنى، عملقة في الفكرة التي أوجدتها وعملقة في التطلعات التي رسمتها وعملقة في الإمكانيات التي سخرت لها أنها " مؤسسة قطر " بل في الحقيقة " إنها حمد بن خليفة " وزوجه الملهمة، نراهما في الأبنية ويتردد صدى اسميهما في كل زواياها. * وكغيري من الحضور تلاشت دهشتنا بتلك الصروح أمام إنسانيته وسعة خلقه التي أحتوى بها كل الحضور، (إنها الإنسانية بكل معانيها وعمق أثرها وتعملق صاحبها ). * تجلى ذلك في حضوره ودعمه لحرمه الطموح التي أشارت إليه في كل كلمة تفوهت بها في خطابها المؤثِّر، ثم في تلك اللفتة الكريمة والوفاء لمَن شاركهم الحلم ليصبح حقيقة والفرضية واقعاً " أعضاء مجلس إدارة هذه المؤسسة "، وصدق أحد الفلاسفة عندما قال: ليس هناك رجل يمكن أن يصبح زعيماً عظيماً إلا إذا أحس بالسعادة تملأ صدره وهو يرى هؤلاء الذين يعملون يحققون بدورهم نجاحاً. * ثم كان لهما تلك اللمسات الحانية لذلك الموظف القابع على كرسيه المتحرِّك، ولمسات التقدير والإجلال لشيخنا الفاضل الدكتور القرضاوي. * أخلاق عالية وإنسانية راقية وزعها على جميع من حوله في أجواء قطرية من عرض عسكري وخيول قطرية ولمسات وطنية من مقدم للبرنامج وموزِّع للهدايا وغيرها. * في الليلة نفسها وفي نشرتنا الإخبارية توافيك بيوم عامر بالعمل لسموه، فهناك قمة توصيل العالم العربي للمختَّصين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع رؤساء العالم العربي، وهناك لقاء مع خادم الحرمين الشريفين وآخرين من زعماء العالم، وعند الصباح ترى سموه متفقداً أحوال مواطنيه ليس كأميرهم ولكن كأحدهم، في خضم عمل ولقاءات وأحداث ومؤتمرات، تراه بعد ذلك بسويعات مع إخوانه في الإمارات، تابعت هذه الأعمال وذلك الأمير الهُمام فجال بخاطري قول الشاعر: وإذا كانت النفوس عظاما.. تعبت في مرادها الأجساد. * ذلك جعلني أتفكر في هذا العطاء لسموه وحرمه "زادهم الله من فضله " مع آخرين لا ترتقي مسؤلياتهم إلى جزء من العشرة من مسؤليته، ممن جعلوا وظائفهم وأعمالهم وأنانيتهم السلبية عذراً مانعاً لهم من تطوير ذاتهم وزيادة تعبدهم ورعاية زوجاتهم وأطفالهم وصلة أرحامهم، أضف إلى ذلك تقصيرهم في حق جارهم ومريضهم وقضاء حوائج محتاجهم، وحائلاً لهم دون المساهمة في تطوير مجتمع أو تزكية علم أو صحة أو مال. * يقول برنارد شو: يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال ولكني لا أؤمن بالظروف؛ فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها وضعوها بأنفسهم. * نعم لقد فهم سموه حقيقة الوقت وأن الإنسان ما هو سوى إنجازاته كما قال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى) النجم39 - 41. وتمثل قول شوقي: وليس الخلد مرتبة تلقى.. وتؤخذ من شفاه الجاهلينا ولكن منتهى همم كبار...إذا ذهبت مصادرها بقينا وسر العبقرية حين يسري... فينتظم الصنائع والفنونا وآثار الرجال إذا تناهت... إلى التاريخ خير الحاكمينا وأخذك من فم الدنيا ثناء... وتركك في مسامعها طنينا * فهنيئاً لنا أهل قطر وجزاك الله من قائد.