05 أكتوبر 2025

تسجيل

لقاح مدارس التعليم

14 فبراير 2021

حرص الدولة على توفير اللقاح للقطاع التعليمي كأولوية، يعكس الرؤية المتقدمة من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن، لقد أسعدني كثافة الإقبال على التطعيم في المراكز الصحية المنتشرة في قطر، والتي تعمل على مدار الساعة لهذا الغرض حتى في إجازة نهاية الأسبوع، ويعد تلقيح المعلمين والطلاب ضد فيروس كورونا خطوة حاسمة إلا أنه لا يزال هناك العديد من العقبات. في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج (Dead Line) الذي يعرض على قناة الـ BBC تمت مناقشة أهمية تلقيح هذه الفئة من المجتمع، لأنها الأكثر حاجة ولأن عودة الدراسة الطبيعية – بعد تمام التلقيح – تقدم صورة مطمئنة للمجتمع في انتصاره على الفيروس حتى وإن ظل منتشرا، وقدم المشاركون في البرنامج رؤى متقاربة وظلت التساؤلات حول العديد من النقاط عالقة مثل: بالرغم أنه تمت الموافقة عالمياً على استخدام لقاحين من مصدرين مختلفين، فقد أظهرت النتائج الأولية فعالية هذا اللقاح بنسبة تزيد على 95% والسؤال هل ستحمي اللقاحات التي يتم توزيعها حالياً من السلالات الجديدة الأكثر قابلية للانتقال من COVID-19؟. علميا ليس من الواضح في هذه المرحلة مدى فعالية اللقاحات والعلاجات الأخرى ضد السلالات الجديدة من COVID-19 التي قد تنشأ في الوقت الراهن أو قريبا، وتعتبر كل من السلالات الجديدة واللقاحات نفسها جديدة جداً بحيث لا يمكن إكمال أي دراسة علمية بشأنها. وذكرت دراسة تمت في السويد، حيث التحق 1.9 مليون طفل دون سن 16 عاماً بمدارس بدون أقنعة (كمامات) بين مارس 2020 ويونيو 2020، أصيب 15 (أو 1 من كل 130.000) بـ Covid-19 ولم يمت أي منهم، وفي الوقت نفسه، يرتبط إغلاق المدارس بأضرار جسيمة على الأطفال، فمشاكل الصحة العقلية آخذة في الازدياد، فضلاً عن أن الأطفال من ذوي الإعاقات المختلفة لم يعدوا يستفيدون من البرامج التعليمية عن طريق الأونلاين استفادة حقيقية، ويمكن القول إنه مع الاستخدام السليم للاحتياطات والاحترازات التي تنادي بها الجهات الرسمية بالدولة، مثل الأقنعة والتباعد الاجتماعي، تكون فرصة الانتشار منخفضة للغاية حتى بدون اللقاحات والتطعيمات، كما هو موضح في تحليل حديث أجرته ثلاثة مراكز بحثية عن السيطرة على الأمراض والوقاية منها. كل المتحدثين في ذلك البرنامج أجمعوا على أنه تم إعطاء الأولوية لمصالح الكبار على رفاهية الأطفال من خلال إغلاق المدارس، ولكي يعود الأطفال إلى المدرسة، أؤيد تلقيح المعلمين (على الرغم من أن هذا ليس ضرورياً)، واستخدام الأقنعة الداخلية، ووضع حد أقصى لحجم الفصل الدراسي عند 20 طالباً، وعزل الطلاب في حالة حدوث حالات تظهر عليهم أعراض، والتباعد بين الفصول الدراسية. ستستغرق نتائج ومضاعفات اللقاح بعض الوقت، وحالياً يسمح باستخدام طارئ للقاح Pfizer للبالغين، وتعمل التجارب الحالية على تجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً ليشاركوا في الدراسة التجريبية الاستطلاعية، والتي قد تسفر عن نتائج في وقت لاحق من هذا العام، إذا نجحت هذه التجارب، فستمتد التجارب المستقبلية إلى الأطفال في سن 9 سنوات حتى عام 2022. بالنسبة للمدارس فإن الأطفال لا يستطيعون الانتظار لظهور هذه النتائج قبل عودتهم إلى الحياة التعليمية المعتادة، مما قد يثير تساؤلا: هل ينتشر فيروس Covid-19 بين الأطفال في المدرسة؟ في تحليل مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، تبين أنه عند استخدام الاحتياطات، لم يحصل أي من 654 موظفا على Covid-19 في المدرسة، واستفادت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها في ألمانيا من العطلة الصيفية المتداخلة لاستكشاف تأثير إغلاق المدرسة وإعادة فتحها في حالات Covid-19، ولم تجد أي ارتباط بين إغلاق المدارس أو فتحها والحالات الإجمالية، وتؤدي هذه النتائج إلى رفض الادعاء بأن الأطفال بحاجة إلى التطعيم لإبطاء انتشار الفيروس. ليس هناك شك في أن Covid-19 يمثل جائحة وحالة طارئة للجميع، وهو مرض كارثي يصبح أكثر فتكاً مع تقدم العمر، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للأطفال، فهو لهم يعتبر أحد مسببات الأمراض التنفسية خاصة إذا تزامن مع الأمراض التنفسية السنوية الأخرى مثل الأنفلونزا. وأعتقد أنه لا يمكن تبرير تطعيم الأطفال لإبطاء انتشار الوباء إذا اختار الكبار عدم التطعيم، لأن البالغين سوف يستفيدون من اللقاح أكثر من الأطفال، ولأن الفيروس أكثر فتكاً عند البالغين، فإذا كان الآباء مترددين في تشجيع أطفالهم على الذهاب إلى المدرسة قبل تلقيح الأطفال، فيجب أن يتم تعليمهم بطريقة تضع هذه المخاطر في نصابها، وعلى الرغم من أن عملية الموافقة الرسمية ستؤدي إلى إبطاء أي لقاح للأطفال، إلا أنني أعتقد أن هذا له ما يبرره لضمان وجود ملف مخاطر ومزايا مواتية. في غضون ذلك، يمكن إعادة فتح المدارس بأمان، كل الشكر على جهود الدولة في تلقيح القطاع التعليمي. آخر المطاف: أحياناً خسارة من نحب مؤلمة لكن البقاء معهم مزعج، فنصيحة غادرهم بصمت فالزمن كفيل بأن يشرح لهم حجم خسارتهم. همسة: روض قلبك على التسامح وعلى التغافل.. دمتم بود.