11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تهتم مثله؟

14 فبراير 2019

كلما ارتقى الإنسان في مدارج الأخلاق، كان أكثر اهتماما بمن حوله أسرته الصغيرة، أقرانه وجيرانه ثم البلدة التي يعيش فيها حتى يصل باهتمامه إلى الأمة الإسلامية والعالم أجمع. ومن أعظم النماذج البشرية والتي اهتمت بكل من حولها رسولنا العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تحدثنا في حلقات سابقة عن اهتمامه ورحمته صلى الله عليه وسلم بنسائه وبناته وأحفاده، واليوم سنتحدث عن اهتمامه بشأن أقربائه وبأي أمر يهمهم، فمن اهتمامه بصحتهم نروي هذا الحديث الشريف عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقيه الحية وقال لأسماء بنت عميس:- " مالي أرى أجسام بني أخي ضارعةً – ( أي نحيفة ) ؟ تصيبهُم الحاجةُ ؟ قالت: لا، ولكن العين تسرعُ إليهم. قال: " ارقيهم " قالت: فعرضتُ عليه. فقال:- " ارقيهم ". كان ذلك مثالا من العديد من الأمثلة الكثيرة الدالة على اهتمامه صلى الله عليه وسلم ببعض من أمور الدنيا والتي تهم أقربائه ألا وهي صحتهم. لم يهتم صلى الله عليه وسلم بما تصلح حياة أقربائه في الدنيا بل اهتم بأمر آخرتهم وحرص على دعوتهم إلى دين الله تعالى ومما يدل على ذلك الحديث الذي ذكره أ.محمد المنجد في كتابه كيف عاملهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل: " وأنذر عشيرتك الأقربين " ( الشعراء: 214 )، فقال " يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف، لا أُغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، لا أُغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله، لا أُغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد، سليني ماشئت من مالي، لا أُغني عنك من الله شيئاً ". معناه لا تتكلوا على قرابتي فإني لا أقدر على دفع مكروه يريده الله بكم. تُرى كم منا يهتم بصحة – ليس أقربائه – بل أولاده ويهتم أن ينجيهم من عذاب الله ويكون سببا في دخولهم جنة الخلد ؟ أنها دعوة لنا جميعا لأن نهتم بكل من حولنا خاصة أولادنا وأقربائنا ونأخذ بأيديهم نحو النعيم المقيم. [email protected]