12 سبتمبر 2025

تسجيل

السعودية وقطر ضد الاختراق

14 فبراير 2015

كثير من القواسم المشتركة التي تمنع تعطيل تطور مجلس التعاون الخليجي، ذلك أن هناك فكرة اجتماعية أكبر من أي أفكار سياسية يمكن أن تعصف بمبادئ وقيم التعاون، وكل إشكال قد يحدث في مسيرة العلاقات الثنائية بين أي طرفين لن يخرج عن معادلة الاستثناء الذي يصحح القاعدة، وذلك مثال نجده في الحالة السعودية القطرية بوضوح تستبين ملامحه وجوهره من خلال تجاوز المشكلات العارضة بكياسة وحكمة بائنة تؤكد على بقاء اللحمة والصلات التي تسمو على أي طوارئ ظرفية.أثبتت السعودية وقطر أن السياسة لا تعلو على القيم الاجتماعية وكل المتعلقات الاجتماعية من مبادئ وأعراف وصلات دم ورحم، لأن السياسة في خاتمة المطاف إنما هي تنظيم للنشاط البشري وتستمد حيويتها من واقع العمق الاجتماعي واتجاهات المجتمعات، سواء من خلال تلك القيم أو المبادئ التي تحدد الأطر العامة لعلاقاتها في مسارها الشعبي الذي يحقق المصالح المشتركة ويحتفظ بأنبل وأجمل المثل في التواصل والارتباط.أستشهد بالحالة السعودية القطرية في سياق ترجيح التعاون الخليجي لأن الطرفين فاعلان في أي معادلة خليجية أو عربية أو إقليمية، والثوابت القائمة بينهما أكثر رسوخا في الوجدان المجتمعي والشعبي، وهما أصبحا قوة إقليمية مؤثرة ولهما وزن وثقل في المنابر الدولية يجعلهما يعملان سويا لتحقيق خيرهما وخير المنطقة الخليجية والعربية والإسلامية عامة، ودليل قوتهما عدم السماح للسياسة في التأثير على علاقاتهما الأزلية حتى في أسوأ ظروف عدم التوافق في بعض الملفات.من الضروري والمهم أن يظل البلدان في حالة وئام واتفاق تأتي بخير على الجميع، وذلك ما ثبت يقينا خلال الفترة الماضية، ونأتي أكله في المرحلة المقبلة في ظل مرحلة سياسية معقدة في المنطقة تتطلب جهودا مستمرة قادة على تجاوز التحديات وعبور الجسور وبناء النموذج السياسي الراشد الذي يسمو على الخلافات، فهناك قدرات نوعية للبلدين يمكن استثمارها لصالح الأمة بأسرها، ولديهما نفوذ كبير يمكّنهما من المضي قدما في تحقيق نتائج إيجابية للبلدين وقضايا المنطقة.لم يعد هناك من خوف من أي تأثيرات سلبية تعكر صفو علاقات البلدين بعد أن تجاوزا أصعب الأنفاق في آخر عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز وبداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فالحكمة تظل حاضرة واستيعاب المستجدات بأفق واسع كفيل بأن يمنحهما مناعة ضد الاختراق والاحتراق.