15 سبتمبر 2025

تسجيل

شكرا طوارئ حمد العام

14 فبراير 2011

هي المأساة ذاتها تحكي قصتها على كل لسان، ولكن لا نجد لاصواتنا مستمعا، وكأننا نصرخ في الفضاء لا مجيب لصرخاتنا. نبدأ بالمأساة التي تسكن في طوارئ حمد العام، بدايهً ما معنى الطوارئ؟ معنى الطوارئ ان يوجد دكتور واحد فقط لمعالجة جميع الحالات الطارئة وعلى المريض ان ينتظر دوره، فان جاءه الدكتور في الوقت المناسب فانت من المحظوظين، وإلا فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا قضاء وقدر.. أرأيتم معنى الطوارئ، اجل هذا هو المعنى الحقيقي لطوارئ مستشفى حمد العام، كنت اظن منذ فترة ليست بقصيرة ان الطوارئ تتكتل فيها كتل كبيرة من الاطباء الذين لو قلنا عنهم خلية نحل لا يكفيهم هذا الوصف، ولكن خاب ظني فيهم ففي تاريخ 6 وبعد صلاة العشاء، كتب الله أن يكون لنا نصيب بالدخول لطوارئ حمد العام، وما أن وصلنا وجدنا البطء الشديد لدى الممرضات والكادر الطبي، البعض منهم يقهقه ويقوم بتبادل السلام بينه وبين زملائه، والبعض الآخر يحكي موقفا أصابه، والمريض (يشكو حاله للواحد الأحد) وينتظر متى يرحمه هؤلاء، والادهى من ذلك كله انه لا يوجد سوى طبيب واحد يحوم بين ثلاث غرف ويكون المسؤول عنها، فلنتخيل للحظة ان مريضك في غرفة رقم (3) والطبيب في غرفة رقم (1) والمريض ينتظر متى يأتي الطبيب إليه ليكشف على حالته، هنا الا يعتبر هذا تأخيرا في حق الأرواح؟ ولو ألقينا نظرة صغيرة للغرب لوجدنا ان المريض وشفاءه من اولى مسؤلياتهم، لماذا نذهب لبعيد ألم نر في البرامج الوثائقية كيف ينقذون الحيوانات، يتجمع اكثر من طبيب لانقاذ حياة الحيوان فما بالك كيف يفعلون بالإنسان؟ أما نحن لا قيمة للانسان لدينا وهم في بلادهم يقدرون الحيوان ان كان مريضاً. لنرجع لمحور حديثنا رأيت بأم عيني مريضا يصرخ من الألم وما أن سألت الممرضة، قالت لدينا طبيب واحد فقط وهو الآن في غرفة أخرى، ما أن ينتهي من هناك سيأتي إلى هذه الغرفة، سبحان الله طبيب واحد بين ثلاث غرف، وعدد المرضى في الغرفة الواحدة ست أو ثمان، أين المسؤول عن الطوارئ ألا يوجد لديه خبر أو علم بما يحصل، أم أنه يعلم بالحال ولا لديه أي حل لهذه المشكلة، قد لا تعلمون مدى المعاناة التي يعانيها المريض وكأنه ينتظر فقط شفقة الطبيب كي يأتي ويريحه، اللوم ليس على الطبيب بل على من وضع على عاتقه معالجة أكثر من غرفة واللوم على مَن اخترع هذا القانون الذي يحدد طبيباً واحداً لثلاث غرف، قد يقول مسؤول في الطوارئ أية غرفة التي أنا أتحدث عنها، ببساطة هي غرف الحالات العاجلة والإقامة القصيرة، كم مضحك مبكٍ ما نراه من قلة الاهتمام بمرضانا، وما القهر الذي ألاحظه لدى بعض الدول التي لا تفعل كما نفعل نحن، قلت في نفسي قد تكون هذه المشكلة الوحيدة التي أراها ولكنني تفاجأت ولا تقولوا إنني أبالغ، والله انني وجدت الاسعاف يحمل مريضاً وما ان وصل المريض لغرفة الحالات العاجلة تفاجأ الجميع انه لا يوجد له سرير فتم وضع المريض على الكرسي وجعلوه ينتظر خارج هذه الغرفة، فبالله عليكم لو كان أخا لاحدٍ منكم في هذه الحال هل ستصمتون؟ ولكن هذا المسكين وجدوه اجنبياً ليس معه احد فأهملوه بهذه الطريقة ولمدة نصف ساعة هو ينتظر، وما ان فار الدم في عروقي قمت وسألت الممرضة هل هذا معقول قالت لي (there is no empty bed )، اي لا يوجد سرير، اين المسؤولون عن هذه الفوضى التي تحدث، ولماذا لا تتوافر الكمية الكبيرة من الاسرة، لماذا ننظر إلى المريض نظرة غير مبالية، كل هذه الاسئلة أوجهها اليوم لمسؤول الطوارئ وأزيد على أسئلتي: هل تعلم بما يحصل أم أنت لا تعلم شيئاً؟ لحظة: أيام الإجازة (الجمعة — السبت ) يأتي فريق الدكاتره في التاسعة أو العاشرة صباحا، أي انهم على دراية كاملة ان المرضى سيعانون في هذه الساعات قبل التاسعة لا يوجد للمريض اي ألم (سبحانك يا رب) منتهى الاهتمام شكرا ايها الأفاضل (ما قصرتوا بيضتوا الوجه). همسة: حينما يقذف الله الرحمة في قلب الإنسان تجده بهذه الرحمة يرحم كل مَن حوله، ولكن ان كانت الرحمة معدومة فإلى مَن نلجأ ومَن نسأل؟ دعاء: اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين ولا تجعلهم يحتاجون لأي علاج في طوارئ حمد العام.. اللهم آمين. [email protected]