19 سبتمبر 2025

تسجيل

بالأحضان يا حبيبتي

14 فبراير 2011

ببساطة (غار) حسني بعد خطاب هش أراد أن يجس نبض المعتصمين في ميدان التحرير وباقي المحافظات المصرية في اقتناص أي فرصة لبقائه على رأس الحكم في مصر من عدمها لكنه وجد وبسرعة بديهة بطيئة جداً تأخرت أكثر من أسبوعين ان هذه الفرصة لا يمكن أن تتحقق وسط هتاف 85 مليون مصري قالوها بعلو الصوت (ما تمشي.. إنت ما بتفهمشي)؟!! رحل وترك القاهرة والمنصورة والمحلة والإسكندرية والسويس وباقي مدن وقرى ومحافظات مصر تعيش أفراحاً لم تعشها منذ انتصار 73 وتضمين كتب التاريخ قيمة وعلو مصر على باقي الدول العربية في ذلك الوقت لتختفي مصر في عهده ويندثر تاريخها وسط مواقف صنعها مبارك باسم مصر وكانت بئس المواقف التي غيبت أرض الكنانة عن دورها العربي والقومي وكانت الشاهد الذي أقسم بأنه لم ير شيئاً على الكوارث التي أحلت بهذه الأمة من اتفاقيات مع العدو الصهيوني وتعزيز وجوده بالمنطقة!.. غادر مبارك وتركنا مع الشعب المصري العظيم نتعلم منه درساً حياً في الإرادة العربية وكيف تصنعها الشعوب وليس كما يصنعها الحكام والرؤساء.. كيف يمكن لأيام قليلة أن تجهض ثلاثين سنة من الظلم والفقر والجوع والتخلف وتجعل من مبارك تاريخاً مضى وولى ومن 25 يناير ثورة شعب لم تعرف المستحيل في دحر من تمسك بكرسي الحكم بنواجذه ويديه لأجل أن يجعل من خاتمة حكمه شرعية باعتبار ان توليه الحكم كان شرعياً هو الآخر؟!.. واليوم تتجدد الرئة المصرية والعربية بهواء نقي لم يمر على الديار المصرية منذ أكثر من ثلاثين عاماً كان الهواء الملوث يحوم بالنفوس والأجساد ويدمر العقول المصرية المبدعة التي تثبت اليوم أنها قادرة على تغيير مصيرها بالقدر الذي تريده وبالشكل الذي تحبه وإن ليس هناك من يثبط العزيمة التي حلق بها شباب الثورة منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي ليأتي يوم 11/2/2011 اللحظة التي أطارت بالعقول وعمت الأفراح من المحيط إلى الخليج وبالعكس وخلقت في نفوس الملايين من الشعوب العربية الأمل في ان الثورة يمكنها أن تطيح بالرؤوس وإنه لا شيء مستحيلا أمام إرادة الملايين الذين كسروا حواجز الخوف والتردد في قلوبهم فبدأ الهتاف بحناجر قلة من الشباب الذين شهدوا (بن علي) يهرب من الأبواب الخلفية لمطار تونس الدولي ولتلتف حولهم الملايين بصياح لا يهدأ ولا يكل أو يمل (ارحل يا مبارك مش عايزينك مش عايزينك)!..واليوم أيضاً على مصر أن تعود لنا قبل أن ترسم خطة عودتها للعالم أجمع.. عليها أن تعود لقلب كل مواطن عربي ومسلم بعد أن فرض مبارك الجفوة بيننا ولتتقلد مناصب الزعامة التي كنا نرفضها على مصر باعتبار ان من كان يرأسها مدعياً لها وليس الجدير بامتلاكها وقد كنت شخصياً ممن ينتقدون على القاهرة أن تتولى القيادة وهي المنقادة لرغبات أمريكا بالمنطقة وتعزيز الوجود الإسرائيلي في قلب الأمة وتشريد الشعب الفلسطيني وتجويعه بالتحكم في معبر رفح الذي يعد ملكاً للفلسطينيين وليس لمصر كما كان يتوهم مبارك وزمرته الفاسدة!..كنت أرفض أن يعتبر العالم مصر ممثلة عن العرب في قيادة ما يمكن وصفه بالاستسلام وليس السلام مادام مبارك يرى في حكومات إسرائيل التي تتابعت وهو ملتصق بالسلطة لا يتزحزح الهاجس الأكبر له لقاء ما كان يحصله من وراء هذه المساندة الكبيرة منه أما اليوم فأنا أعلنها وأنا مرفوعة الرأس كم كنت أكره مبارك وأحب مصر.. كم كنت أمقت سياسة مبارك وأحب وطنية الشعب المصري.. كم كنت استنكر سياسة مبارك وأتوق لقومية أبناء النيل الأحرار.. الآن أبارك لهذا الشعب الأبي ثورته ودعمه لأمواج الغضب العاتية التي لم ترض أن تهدأ أو يُمارس عليها سياسة التخدير (المباركية) التي دأب صاحبها على تأديبهم بها كلما سمع آهة تنطلق من صدر مكبوت يمثل صدور شعب بأكمله.. (ولكم باك) يا مصر بيننا فقد علمتنا بالأمس درساً كيف ندحر ظلماً قابعاً بصرخة مدوية في ميدان لا ينام يعصف بالشعارات المثقلة بالهم والغم وبالأهازيج التي تزيد من الإصرار على قمع الظلم.. عظيمة يا مصر فقد بدأ دورك في الزعامة من أمس حينما خطب الرئيس وأطلق سهامه الأخيرة في التخدير لتزمجري غاضبة وليرحل مخلوعاً مجزوعاً متروعاً..فقد كان الدرس الأول يا معلمة وكنا تلاميذك المنتبهين!. فاصلة أخيرة: رسمنا على القلب وجه الوطن نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا وصناك يامصر طول الزمن ليبقي شبابك جيلا فجيلا يد الله يا مصر ترعي سماك وفي ساحة الحق يعلو نداك ومادام جيشك يحمي حماك ستمضي الى النصر دوما خطاك سلام عليك إذا ما دعانا رسول الجهاد ليوم الفداء وسالت مع النيل يوما دمانا لنبني لمصر العلا والرخاء رسمنا على القلب وجه الوطن نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا وصناك يامصر طول الزمن ليبقي شبابك جيلا فجيلا