16 سبتمبر 2025

تسجيل

شعارنا (السعادة الزوجية بأيدينا) (1)

14 يناير 2015

انتظرنا يوم الخميس بتاريخ 8/1/2015م بشوق للتجمع مع الأهل وعمل جلسة تناقشية للتحدث فيها عن سر السعادة الزوجية وقد بدأت الجلسة بالتحدث من الأكبر سناً يليها الأصغر عن خبرته في الحياة الزوجية والطريقة الإيجابية التي يجب أخذها بالاعتبار في إدارة الحياة الزوجية لكي تكون مملوءة بالأمن ويحفها السلام وينتشر في أركانها السعادة ويتدفق الحب فيها .ففي البداية تحدثنا أنه علينا أن نفكر بالأمور التي أسعدتنا في فترة مشوار حياتنا الزوجية من لمسات الحب والحنان والرأفة والتعاون والمناقشات الإيجابية التي دارت بيننا وحققت لنا بعضا من أهدافنا السامية بالزواج .فالحياة الزوجية شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والحب والعاطفة والتعاون بين بعضنا وعلى مبدأ الأخذ والعطاء فعلينا أن نتجنب الأنانية في علاقتنا الأسرية وإنما نفكر بالعطاء أكثر من الأخذ وأهم شيء أننا لا ننسى ثواب الآخرة بأن نجعل حياتنا الزوجية مفتاحا لدخولنا الجنة بطاعة الزوج بالمعروف واحترام كيان المرأة وتربية الأبناء والقيام بأعباء المنزل من الزوجين كليهما؛ فكل زوج له دوره وقدراته وأسلوبه في إدارة دفة الحياة الزوجية بسعادة .والناظر إلى سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجد أن حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الزوجيَّة كانت تطبيقًا للمعاني القرآنيَّة كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهن عناية فائقة ومحبَّة لائقة، فكان نِعْمَ الزوج صلى الله عليه وسلم.بعض من صور معاملة ومعاشرة الرسول الكريم مع زوجاته :- 1- نجده يُكثر من وصية أصحابه بالمرأة، ويحثُّ الأزواج أن يعاملوا أزواجهم معاملة حسنة مستمدَّة من آية الزواج القائمة على المودَّة والرحمة، فيقول رسول الله : "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".2- وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال رسول الله كزوج داخل بيته، فقد كان "يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ" فكان تعامله مع زوجاته من منطلق الرحمة والحب، كما أنه تعامل أيضًا من منطلق أنه بشر مثل باقي البشر الأسوياء، الذين لا يَرَوْنَ غضاضة في مساعدة أزواجهم.3- من عظيم محبَّته لزوجاته - رضي الله عنهن- أنه كان يشاركهن المأكل والمشرب من نفس الإناء، فعن عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: "كُنْتُ أَشْرَبُ فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فيَّ". وكان يخرج معهن للتنزُّه لزيادة أواصر المحبَّة، فيروي البخاري: "كَانَ النَّبِيُّ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ".4- كان كثيرًا ما يمتدح زوجاته، فها هو ذا رسول الله يمتدح عائشة -رضي الله عنها- قائلاً: "إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثريد على سَائِرِ الطَّعَامِ".5- كما كان رسول الله يقابل غَيرة زوجاته مقابلة فيها كثير من الحِلم والأناة، وإعطاء كل زوجة حقَّها من التقدير والاحترام، فها هي ذي عائشة -رضي الله عنها- تغار من كثرة ذكر الرسول لخديجة -رضي الله عنها- وشدَّة حُبِّه لها، رغم وفاتها قبل أن يتزوَّج رسول الله عائشة، فتقول –رضي الله عنها- في ذلك: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ ما غِرْتُ على خديجة قطُّ، وما رأيتُها قطُّ، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ، ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة، وربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلاَّ خديجة. فيقول: "إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ". 6- رغم ما كان يجد النبي في بعض الأوقات من نسائه، إلاَّ أنه لم يضرب امرأة له قطُّ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ. بل كان يواسيها عند بكائها لأي سبب من الأسباب، فيُروى "أن صفية -رضي الله عنها- خرجت مع رسول الله في سفر، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله وهي تبكي، وتقول: حملتني على بعير بطيء. فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ويسكِّتها. 7- كما أشرك النبي زوجاته في مواقف عظيمة كثيرة، وأحداث تهمُّ الأُمَّة بأجمعها، ففي يوم الحديبية أمر رسول الله أصحابه أن ينحروا الهدي ثم يحلقوا، فلم يفعل ذلك منهم أَحد، وردَّد ذلك ثلاث مرَّات دون أن يستجيب أَحد إلى أمره، ولمَّا لم يستجب أَحد إلى أمره، دخل رسول الله على زوجه أم سلمة -رضي الله عنها-، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا نبي الله، أتحبُّ ذلك، اخرج لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بُدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأَوْا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل غمًّا. ورغم خطورة هذا الموقف إلاَّ أن رسول الله استحسن رأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فكان خيرًا وبركة على الأُمَّة كلها. أتعجب من الأشخاص الذين يقولون نريد السعادة الزوجية أقول عموما ليست الحياة الزوجية مصدر السعادة إنما نجتهد في سبيل الحصول على السعادة فالسعادة تنبع من داخل الشخص يرضى بما قسم الله له في حياته وأنه أدى واجبه الأسري برضى ربه عليه لأن الحياة بها المشاكل والمنغصات ويجب على الإنسان أن يفكر كيف يتغلب ويحل هذه المشاكل ومحاولة تقليلها بقدر المستطاع بالطرق العلمية السليمة النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف حتى يعيش الزوجان في بر الأمان دون التفكك والانفصال والوصول إلى أبغض الحلال (الطلاق) فهنالك عدة طرق بينها ديننا الإسلامي عند نشوز كل من الزوجين سأتطرق لها في أحد المقالات التالية .