14 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كنا قد تحدثنا في سطور سابقة حول أهمية استخدام دراما الطفل في منهجة بعض المواد الدراسية والتي من خلالها أنشأ المسرح المدرسي فلابد وأن نعلم أن لكل مرحلة قدرتها الخاصة على الاستيعاب والتمثل فإذا كانت المواد الدراسية تعاني أصلا من فقدان التقدير لهذه الحقيقة الأساسية مما يضطر المعلم إلى دفع تلاميذه إلى حفظها وتسميعها دون فهمها واستيعابها - فإن مسرحة مثل هذه المواد الدراسية سوف تقع في نفس المطب إلا إذا قام المسرح هنا على الانطلاقة الحياتية للطفل وهنا على مخرج مثل هذا العمل ألا يظهر ذلك كأنه تمثيل تقليدي كتمثيل الكبار حتى لا يجد الطفل نفسه مرغما على أشكال أدائية معينة ومحددة بل يجب أن نترك للطفل الذي يمثل حرية الأداء وكأنه واقع طبيعي في الحياة مألوف لديه حتى لا يحس أنه اصطناع أو تكلف أو مجرد حفظ وتريد كما يحدث في طريقة التعليم التقليدية حينما يقوم المدرس بتلقين الطلاب المادة وعليهم أن يجتازوا الاختبار بها في الامتحان والسلام... إنما هنا يجب تنشيط عقل وذهن الطفل تجاه ما يتم شرحه كمادة ما أو مسرحيتها.. ثم نترك للطفل حرية التخيل وبفطرته سوف يؤدي الدور المنوط به فالدراما هنا تعني الفعل الجسور المبدع التي تتفق تماما وطبيعة الطفل التي تلح على الوصول إلى المعرفة في كافة مستوياتها وكما قال بيتر سيلد – إن الالتقاء الصادق والأصيل بين الشكل الدرامي للنشاط وحب الطفل للمعرفة يعني في نهاية الأمر تكوين ما يمكن أن نسميه بالقدرة على التعليم الذاتي المستمر.. فإذا حدث ذلك وظهرت هذه القدرة في بواكير العمر فإن هذا إعلان للذكاء والقدرة على الإبداع الحياتي.. كما أن هذا المنهج إذا تم استخدامه بالشكل الذي تحدثنا عنا فإنه حتما وشيئا فشيئا سيقلل من ظاهرة الحفظ الأصم والتلقين المعهود في بعض طرق بل أغلب طرق تدرسينا من عقود سالفة لتحل محلها القيم التربوية الحديثة والتي تتماشى مع أحدث الطرق والنظم العلمية في العالم المتقدم نعم ومن أجل انطلاقة متدفقة نحو ظهور الطفل المبدع والالتفاف حوله ورعايته منذ الصغر...ترى هل يمكن أن نجد المعلم والمدرس الفنان الذي يهتم بهذه الناحية التي قد لا يوليها بعض المسؤولين التربويين في حياتنا التعليمية أتمنى ذلك...