01 أكتوبر 2025

تسجيل

معنى الحب

13 ديسمبر 2021

في مقال سابق بعنوان "أنواع السقوط" تناولت فيه أنواع وتفاصيل السقوط، ابتداء بالسقوط من العين.. وانتهاء بالسقوط من القلب، وقد عددت تلك الأنواع ومواصفاتها والشخصيات التي يمكن أن تتقمصها. ولله الحمد فقد لاقى مقالي استحسان الكثير من القراء، لقد وصلتني رسالة من قارئة تعلق على ذلك المقال، علما أنني قد كتبته منذ فترة، ولكنها كما قالت أنا معجبة به وما زالت أحتفظ به وأقرأه بين فترة وأخرى ولها تعليق أعجبني أحببت أن يستفيد منه القراء ولي إضافة بعده. أستاذ أحمد لقد كتبت عن أنواع السقوط.. كالسقوط من العين والقلب والذاكرة.. ووجدت أن من سقط من عينك ولم يسقط من قلبك أصبحت لا ترى غيره.. وتجده في كل الوجوه وأينما تذهب تراه..!! كأنك فقدت النظر والألوان وكأن مسك الجنون، فقلبك لا يسقطه، حتى وإن خذلك، تصبح خالياً بلا عقل، ولا تهتم لأي شيء مهما كان جميلا ومميزا، وتكون ذاكرتك عائمة بين حاضرك وأمسه كأنها أصيبت بفيروس أتلف ما بها ولا تستقبل ولا تحتوي أي شيء، ولا تعرف أمسك من غدك... تختلط عليك ذكرياتك بصور لا تدري أهي خيال أم حقيقة كأنك ممسوس به. ما أشده من عذاب حين يتآمر عليك كل من عينك وقلبك وذاكرتك، ويهون كل هذا عندما تتبعه روحك ولا تجد لذة بالحياة، ولا يجعلك تتمسك بها إلا كجزء منه. تحبه ويعذبك لأنك ترى الدنيا من خلال ابتسامته وعبق ماضيه وحاضره، حينما تجد لمحة جميلة منه تقربك إليه، تضحك وتلامس أحلامك فرحاً، وإن كنت بداخلك تبكي ألماً وشوقاً له، يذكرك جزء بالكل!. تشغل عينيك وقلبك وذاكرتك بغيره وتأبى إلا تكون له، كلامك أصابني في الصميم.. شكراً لك. أنا أشكرك سيدتي الفاضلة، وهذا ما قصدته بالضبط ويسعدني أنه تعمق في داخلك وأخرج مخزون فؤادك. الكثيرون يعتبرون أنهم يحبون ويهيمون عشقاً بمن أحبوا وفي نفس الوقت لديهم الاستعداد الكامل أن ينسوا من يحبون في أي لحظة. هناك من يبادل من يحب نفس المشاعر بمعنى "اعطني وأعطيك" إن أحببتني أحبك وإن لم تفعل أتركك وأبحث عن غيرك.. هؤلاء لا يعرفون معنى الحب والمشاعر الصادقة ويعتبرون الحب بمعانيه الرائعة إنما هو بضاعة تباع وتشترى. البعض الآخر يحسبها حسب شهواته، فيحب بالغريزة الحيوانية وبعد أن يشبعها ينتهي لديه الحب. الحب لدى البعض مصلحة ونفاق وتشويه للرقي والجمال المكون له، الحب له قانون ومذاق خاص قلما من يعرف أن يرسم خطوطه، الحب تضحية وفداء، الحب لا يعترف بالتبادل، فيمكن أن يكون من طرف واحد يجعلك مأسورا لمن تحب وتصارع كل الظروف لإرضائه، وهي غاية تسعدك وإن لم تحصل على مبادلة من الطرف الآخر، والأجمل لو كان حبيبك يبادرك نفس المشاعر والأحاسيس حينها لن تسعك الدنيا من الفرح والسعادة، مثل هذه الحالة موجودة ولكنها نادرة. أما من طرف واحد وهو الشائع فيتمثل فيك أنت فيجب ألا تحزن لأن ذلك سيرضيك ويحقق أمانيك ويمنح لنفسك راحة ينبغي عدم التفريط بها. أخيراً أقول إن قانون الحب هو أقوى من أي سقوط.. أتمنى للجميع الحب والسعادة. [email protected]