30 أكتوبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي تحتل فيه دول الخليج العربية نسبا مرتفعة في تفشي مرض السكر بين البالغين، تجتاج البدانة الكثير من أطفالنا خلال العشرين عاماً الماضية، مما يؤثر بشكل كبير على صحتهم ومن ثم على تحصيلهم العلمي ومشاركتهم في التنمية المجتمعية، ورغم أن ظاهرة بدانة الأطفال ليست عربية أو خليجيه وحسب، وإنما هي ظاهرة عالمية حيث دق مركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي في أحدث تقاريره ناقوس الخطر من أن ما يقرب من 21 % من الأطفال والمراهقين يعانون شكلا من أشكال "غير طبيعية" من مستويات الكوليسترول المرتفعة في الدم، مما يجعلهم في خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية عند بلوغهم مرحلة سن الرشد. وتأتي النتائج الموضحة في التقرير جراء دراسة تحليلية أجراها "مركز الوقاية ومكافحة الأمراض" الأمريكي للبيانات الصحية التي تم تسجيلها خلال الفترة من عام 2011 — 2014.وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من 13 % من الأطفال يعانون من مستويات غير صحية من الكوليسترول الذي يؤثر سلبا على جدار الشرايين، في الوقت الذي يعاني فيه ما يقرب من 8 % من مستويات شديدة الارتفاع من الكوليسترول السيئ.وشدد المركز الأمريكي على الدور السلبي الذي تلعبه البدانة للمساهمة في زيادة المستويات الضارة للكوليسترول في دم الأطفال المرضى، فعلى سبيل المثال، كان أكثر من 43 % من الأطفال الذين عانوا من السمنة المفرطة عانوا من مستويات غير طبيعية من الكوليسترول مقارنة بأقل من 14 % بالأطفال الذين يتمتعون بأوزان معتدلة.وفي هذا السياق، جاء تحذير خبيرة التغذية زيلكه ريستماير من الجمعية الألمانية للتغذية (DGE) بمدينة بون، من خطورة بدانة الأطفال بقولها "الطفل البدين يمكن أن يصبح شخصاً بدينا أيضا عندما يكبر".ونظراً لأنه من الصعب على الآباء تحديد مدى توافق وزن طفلهم مع طوله، وإذا ما كان معدل زيادة وزنه طبيعياً من خلال النظر إليه، فقد أوصت ريستماير الآباء بضرورة استشارة طبيب أطفال، حيث يمكن للأطباء التحقق مما إذا كان وزن الطفل طبيعياً أم لا، من خلال القيم المرجعية التي يستندون إليها، كما يمكنهم أيضاً اخضاع الطفل للفحص الطبي من أجل التحقق مما إذا كان سبب بدانته يؤدي إلى اضطراب في عملية التمثيل الغذائي مثلاً أو اضطراب في الهرمونات، "علماء النفس لا يرجعون سبب بدانة الأطفال إلى الأطعمة التي يتناولونها فحسب، بل إلى الوقت الذي يقضونه أمام الوسائل الإعلامية "وإذا تحقق الأطباء بالفعل من إصابة الطفل بمرض السمنة المفرطة، يُمكنهم حينئذٍ إجراء فحوصات طبية للكشف عمّا إذا كانت تتسبب هذه السمنة في إصابته ببعض الأمراض الخطيرة الناتجة عنها، كالسكري مثلاً أم لا.وأخيراً كما تقول التقارير الواردة من الولايات المتحدة والمانيا يجب استشاره الطبيب إذا كان لدينا طفل بدين لمعرفة نوع البدانة وهل ستزول مع تقدم الطفل في العمر، وهنا يجب أيضا أن نراقب "ماذا يأكل طفلنا؟، كيف يتناول طعامه؟، هل يتناول وجبات موحدة في مواعيد منتظمة؟، وما معدل ممارسته للأنشطة البدنية؟". لأن ذلك كله كفيل أو ربما يكون عاملاً مهما في القضاء على تلك البدانة في بداياتها قبل أن تستفحل مع الزمن وتصبح أمراً صعباً للتخلص منها، إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، والعقل السليم في الجسم السليم وسلامتكم.