11 سبتمبر 2025
تسجيلخلال حكم الديمقراطيين للولايات المتحدة، خلال فترة الرئيس أوباما لفترتين رئاسيتين،تراجعت السياسة الأمريكية كثيراً عن مواقفها التي اعتادتها في مواجهة الاتحاد السوفيتي آنذاك قبل تفكك المعسكر الاشتراكي، وكذلك في فترة روسيا الاتحادية، التي ورثت هذا النظام بعد خروج الكثير من هذه المنظومة السوفيتية،ومع الغزو الأمريكي للعراق 2003، لم تتحرك روسيا لوقف الغزو،وقبل ذلك عندما وجهت الولايات المتحدة ضربات للنظام الصربي ، في حرب البوسنة والهرسك في أوائل التسعينيات من هذا القرن، وكان موقف روسيا مهادناً إلى حد الاستغراب! مع أن صربيا التي ورثت يوغوسلافيا، والعراق، لا تقل عن العلاقة بين روسيا وسوريا، لكن في الأزمة السورية، فإن روسيا تحدت أمريكا في سياستها،أنها تتخذ مواقف قوية في وجهها، سواء في استخدامها للقوة المفرطة تجاه الآمنين السوريين في منازلهم، أو رفضها للكثير من الاتفاقات الثنائية، تحت ستار أنها تحارب الإرهاب، وتعرف الولايات المتحدة، أن روسيا تعتبر الجميع من المعارضين للنظام السوري الحالي، إرهابيين، مع المعارضة السورية، تضم كافة التيارات السياسية، بمن فيهم الماركسيون والقوميون والليبراليون، وهذا يعني أن المعارضة المتطرفة ، هي أصغر المعارضة، والتي يراها البعض من مخرجات بعض الجهات ، بما فيهم النظام السوري نفسه.. فما هو السر في تضعضع المواقف الأمريكية؟ ولماذا برزت روسيا كطرف أقوى في هذه الأزمة؟ يرى البعض أن روسيا ربما عرفت أن إسرائيل، تريد أن تبقى الأزمة السورية كما هي متأرجحة، لربما يأتي نظام بعد الرئيس بشار أكثر راديكالية،ويقلق إسرائيل ويكسر الهدوء في الجولان المحتلة، والبعض الآخر، أن الولايات المتحدة، تعبت من الحروب والتوترات تمسها مباشرة، وتريد الابتعاد عن الدخول في الصراعات مباشرة الكبيرة ،وهذا ما جعلها تتراجع حتى سياسياً في مواجهة روسيا في مشكلات عديدة في السنوات الأخيرة، مما جعل البعض من أعضاء الكونجرس ينتقد سياسة أوباما وإدارته،بسبب التراجع، وعدم اتخاذ مواقف تجاه الممارسات الروسية والسورية تجاه المواطنين السوريين في القتل اليومي للسكان، مع داعش وأنصارها يتمركزون ويحتلون معسكرات كاملة، ومع ذلك لايتم استهدافهم بصورة جدية!.وبعد فوز الجمهوريين، بعد الانتخابات الأخيرة قبل أيام، يرى البعض أنهم لن يسكتوا عن المواقف الروسية الحالية في روسيا،وسوف يكون لهم مواقف أخرى مختلفة، على الرغم من الكلام الذي يتم تداوله ، عن العلاقة الخاصة بين الرئيس بوتين وترامب،وكانت السياسة الأمريكية كما عرفت أنها، تتحرك وفق استراتيجيها السياسية والعسكرية ـ إذا أرادت ، كما يقول الباحث بسام رجا،شعار حماية الأمن والاستقرار"إن الحديث باسم "هيئة الأمم" الخاضعة بكليتها لواشنطن يمنع بروز قوة عسكرية منافسة لأمريكا، فالمفهوم الجديد للأمن تجسده الولايات المتحدة في الانتقائية في القرارات وتطبيقها، ويفرض عبر القوة ويزداد شراسة في رعاية الأحلاف العسكرية فيصبح "حلف شمال الأطلسي" الذي تقوده واشنطن المرتكز الأساسي "للاستقرار" في العالم حسب الرؤية الإستراتيجية الأمريكية، وبهذا تكرس الولايات المتحدة مصطلحاتها لتحقيق مصالحها في العالم، ما دامت هي المتحكمة بالقرار وصاحبة إصدار "لائحة" الاتهام لأي دولة أو شعب غير منصاع لها وإلا عصا "الشرعية" ستضربه في كل لحظة وتكيل له الاتهامات ليقف في "قفص الشرعية".