17 سبتمبر 2025

تسجيل

مكاسب ثورة الغلابة

13 نوفمبر 2016

نجحت "ثورة الغلابة" في مصر يوم الجمعة الماضي في كسر الجليد وإعادة الدفء للثورة المصرية، واستطاعت أن تحرك مئات آلاف المصريين، وأن تخرجهم من بيوتهم للتظاهر ضد النظام الانقلابي الفاشي بقيادة عبد الفتاح السيسي. أول وأهم نجاح لثورة الغلابة هو وضع النظام الانقلابي في حالة استنفار كامل، واستنزافه معنويا وماديا وأخلاقيا، وهذا إنجاز كبير لثورة شعبية تواجه نظاما عسكريا دمويا لا يتورع عن إطلاق النار والقتل وارتكاب المجازر.علينا أن نعترف أن التحرك الشعبي لم يكن كبيرا، لأسباب عديدة منها الخوف من النظام الذي نشر مئات آلاف الجنود في الشوارع والميادين، ونشر آلاف العربات العسكرية والدبابات لترهيب الناس، وقام بعملية احتلال لشوارع وميادين القاهرة والمدن الكبرى، وجند نحو 400 ألف بلطجي من القتلة والمجرمين وأصحاب السوابق ومدمني المخدرات، ودفعهم إلى الصفوف الأولى في مواجهة المتظاهرين السلميين.لابد من الاعتراف أن "منسوب الوعي الثوري" متدني في مصر، وأن رغبة غالبية الناس بالثورة تكاد تكون "معدومة"، رغم أنهم يعانون من الفقر والجوع والبطالة وشظف العيش، وأن خط المعارضة المصرية هو الدعوة إلى ثورة في حالة من "الفاعلية العقلية الثورية المشلولة" لدى الجماهير.الذين تظاهروا في الشوارع والميادين المصري في 15 محافظة مصرية كانوا قلة، إلا أنهم اجترحوا البطولات في خروجهم لمواجهة نظام دموي مدجج بالأسلحة والقدرة على القتل والفتك، وبالتالي يمكن وصفهم بأنهم "ثوار حقيقيين" في ثورة كبيرة، مع التأكيد أن الثورة ليست "كبسة زر"، الثورة عملية تصاعدية من حيث التكتيك والفعل والاستجابة.المتظاهرون المصريون الذين رفعوا صور الرئيس المنتخب الأسير الدكتور محمد مرسي، وشعارات رابعة والإعلام المصرية أثبتوا أنهم "الأسياد" في زمن العبودية والقهر والدكتاتورية العسكرية.