12 سبتمبر 2025
تسجيلمن وسط ركام الحريق الذي يلف الشرق العربي وهو يكتوي بنتائج وتداعيات الصراع المحتدم بين بعض الأنظمة المتهالكة وقوى التغيير كما يحصل في سوريا مثلا، وما يدور في العراق من تصفيات وحروب داخلية مؤسفة، ومع استمرار أحوال التردي والانتكاسة في مصر المحروسة، ينسحب المشهد الساخن نحو مغرب العالم العربي وحيث اشتعلت جبهة قديمة / جديدة تتعلق بعودة التوتر الحاد والمؤسف لمسيرة العلاقات المغربية / الجزائرية والتي كانت تعيش على إيقاعات مختلفة بين الصعود والهبوط ووصول الصدام بين الطرفين لمرحلة صعبة وهي حرب الرمال التي اندلعت في 15 أكتوبر 1963 بسبب النزاع التاريخي الطويل على المناطق الحدودية في منطقتي تندوف وحاسي بيضا وبعد خلافات حدودية طويلة. فما يجمع بين شعوب المغرب من خصائص تقارب هي أكثر بكثير مما يفرقها، ولكن في الآونة الأخيرة وبعد اشتداد الخلاف حول ملف النزاع في الصحراء والأقاليم الجنوبية المغربية وعدم الوصول لتفاهمات مشتركة بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو الصحراوي التي رفضت العرض المغربي بحل النزاع من خلال تقديم حل نهائي وشامل يتضمن الحكم الذاتي الموسع للأقاليم الصحراوية والاندماج في العملية السياسية وإنهاء ملف المطالبة بدولة مستقلة في الصحراء في النزاع المحتدم منذ عام 1975، المغاربة وبعد 38 عاما على المسيرة الخضراء التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني يعتبرون الصحراء أرضا مغربية خالصة يرتبط وجودها بالوحدة الترابية المغربية رغم تقديم تنازلات تكتيكية مهمة تتعلق بعرض الحكم الذاتي الموسع وما يتبعه من إجراءات قد تخفف من حدة الموقف المشتعل، بينما قيادة البوليساريو وهي جبهة تحرير الصحراء والساقية الحمراء تتمركز في مواقعها في (تندوف) في الجزائر تلوح مرة بالحرب وأخرى بالسلام والتفاوض دون الوصول لحل نهائي ينهي المسألة بصورة توافقية!! وليس هذا الملف وحده من يعكر طريق العلاقات الجزائرية المغربية بل دخلت على الخط ملفات تهريب المخدرات والسلاح وتسلل الجماعات المقاتلة وكذلك ملف الهجرة السرية لأفارقة جنوب الصحراء الذين تدفقوا على المغرب في طريقهم للحلم الأوروبي.. مؤسف للغاية أن تتدهور الأمور في مغرب العالم العربي لنسمع من بعيد أصوات قعقعة السلاح؟ ومؤسف أكثر أن تنتكس مسيرة وحدة شعوب المغرب العربي وأن يفشل الاتحاد المغاربي في تقديم الوصفات الناجحة لحلول توفيقية للمشاكل المتراكمة منذ أيام الاستعمار الفرنسي والإسباني الذي ترك إرثه المزعج كمسمار يدق على أبواب أي تقارب مغاربي لابد أن يكون الحجر الأساسي لتوافق يؤدي لتنسيق ولوحدة من نوع ما تلغي كل الخلافات الطارئة، العالم العربي ليس بحاجة لمصائب جديدة، ونتمنى من أشقائنا في مغرب العالم العربي تحكيم لغة العقل والمنطق وتغليب المصالح المشتركة، فما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم.