09 أكتوبر 2025

تسجيل

أفلام العنف

13 نوفمبر 2013

عام 1993 في بريطانيا قام طفلان عمرهما 10 سنوات و12 سنة بتعذيب وقتل طفل يبلغ من العمر عامين، مما أدى إلى إثارة جدال واسع حول أسباب العنف والجريمة في المجتمع البريطاني، خاصة بعد ثبوت أن أحد أشرطة الفيديو لفيلم سينمائي كان قد أثر على الطفلين القاتلين فارتكبا الجريمة. ومشاهد العنف لها تأثيرها على النشء.. وهي قضية شغلت اهتمام الباحثين بعد أن ثبت أن أفلام العنف تؤثر على اتجاهات الأطفال وإكسابهم الميول والسلوكيات العنيفة، أي أن عرض العنف يدعم اتجاهاتهم وسلوكياتهم نحو العنف وهذه النوعية من الأفلام لها القدرة على إثارة المشاهد، خاصة أن هناك مؤثرات فنية تلعب دورا في ذلك مثل واقعية الصورة والصوت والمؤثرات الفيلمية والتقنية الحديثة التي تجعل تأثيرها قويا.. ولهذه الظاهرة أبعاد ثلاثة كما أشار إليها الباحثون، منها البعد الاجتماعي..(انتشار الظاهرة)، ثانيا بعد إعلامي ويأتي هذا من خلال الاتجاه الموجه لوسائل الإعلام بتكرار عرض هذه الأفلام لمشاهد عنف، وثالثا بعد نفسي ويأتي من حيث دفع المشاهد لاكتساب سلوكيات عنيفة.. ومن ثم تبني العادات العدوانية من خلال التأثير التراكمي للعنف الإعلامي المرئي، كما نلاحظ أن المرحلة العمرية من 15 إلى 18 سنة يقبلون على الأفلام الأجنبية المحتوية على كم من المشاهد المثيرة للعنف.. وقد أثبتت دراسات الباحثين أن الأطفال الذين يعيشون في البيئة الأسرية المستقرة أقل اتجاها نحو العنف من الأطفال الذين يعيشون في بيئة غير مستقرة.. كما أظهرت تلك الدراسات أن الظروف الاجتماعية للأسرة لا تعد أحد العوامل المؤثرة في اتجاهات الأطفال نحو العنف كما قال البعض.. وحول استخدام الأطفال لنفس أسلوب البطل في موقف مشابه في الحياة الواقعية وجدت الدراسة أن الأطفال يفضلون استخدام طريقة مشابهة لطريقة البطل بنسبة 53% واستخدام طريقة مخالفة لطريقة البطل بنسبة 39.2%.. كم اتفق علماء الإعلام والنفس على أن الذكاء والحيلة هما أنسب الطرق المستخدمة في التغلب على المواقف الصعبة.. في النهاية يجب أن يكون هناك قدر كبير من الرقابة والسيطرة على ما يعرض بشرائط أفلام العنف الأجنبي.  آخر السطور: حوار الشاعر الكبير فالح العجلان الهاجري الأخير براديو قطر نهاية الأسبوع الماضي.. حوار صادق نابع من شخصية موهوبة استطاعت أن تفرض ذاتها بثقافتها وإبداعها المتميز.. ويكفي له أنه يمتلك رؤية ثقافية يفتقدها الكثيرون من حولنا..