14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وطوفان الأقصى: الثبات على الحق والشرعية

13 أكتوبر 2023

منذ الساعات الأولى لانطلاق طوفان الأقصى حملت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا) "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وشددت الوزارة على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية، والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، والحيلولة دون اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة وجددت وزارة الخارجية "موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية." كان هذا الموقف الجرئ الحاسم هو أول ما صدر عن دولة عربية مسلمة خليجية أصبحت مواقفها الدبلوماسية تجاه القضية المركزية للأمة انموذجا من الوعي الدقيق بحقائق الشرعية الدولية وتحميلا بدون تردد للاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عما يحدث ومثالا لنصرة الحقوق الفلسطينية بلا تزويقات سترت عورات مواقف دول أخرى فكانت دولة قطر بتوجيه من حضرة صاحب السمو حفظه الله رائدة في الاصداع بالحق سباقة الى تسمية الأشياء بأسمائها وطبعا كما يعلم الأشقاء الفلسطينيون والإخوة العرب والعالم كله فإن الموقف القطري صحبته منذ سنوات حركات تضامنية ملموسة لعل أبرزها المساهمة المادية الفعالة في إعادة إعمار قطاع غزة بعد كل عدوان غاشم دمر بنيته الأساسية فأسست قطر بمبالغ هامة عديد المستشفيات والمدارس والطرقات وحين انسحبت إدارة ترامب من تمويل جزء من صندوق وكالة الغوث الأممية (الأونروا) لم تتردد قطر في تعويض المفقود وذلك السلوك الشهم لا ينطلق سوى من قيم أخلاقية ومبادئ إسلامية تميزت بهما الدبلوماسية القطرية منذ عقود. واليوم حين يتورط نتنياهو وحكومته المتطرفة والعنصرية في مستنقع المروق عن الشرعية تظل مواقف دولة قطر ثابتة وتظل قناة الجزيرة الصوت القوي للشعب الفلسطيني والناقل الحي لكل أحداث البطولة التي انتصر بها شباب عرين الأسد على العنصرية والإجرام والتنكيل. وللتذكير بثبات وصمود قطر في نصرتها لشقيقتها فلسطين نورد أهم ما صرح به معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حول محاولة الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد في الأقصى وجاء حديث معاليه في حوار مع التلفزيون القطري حيث أكد معاليه أن على رأس أولويات بلاده الوقوف الى جانب الحق والشرعية وأشار إلى أن بلاده سعت لمنع التصعيد في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان الكريم وتابع بأن ما جرى من انتهاكات إسرائيلية خلال شهر رمضان في القدس يعد إنذارا خطيرا من خلال فرض واقع جديد لتغيير المكانة التاريخية للمسجد الأقصى وهو أمر غير مقبول وشدد على أنه إذا كانت الدول العربية والإسلامية صمتت على التصرفات الإسرائيلية، فإن القضية الفلسطينية لن يكون لها قيمة إذا فقدنا المسجد الأقصى. وفي نفس السياق أشار معاليه إلى اعتداء جنود الاحتلال على المصلين واصفا ما جرى بأنه "وحشي وهمجي وأكد أن العالم يتعامل بـ"ازدواجية معايير" حيال ما جرى في المسجد الأقصى المبارك مؤخرا من انتهاكات وأضاف: "الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى عبر منع الاعتكاف والاعتداء على المصلين وتطبيع الاقتحامات وصولاً للفصل الزماني أو المكاني في المسجد هو أمر لا يمكن القبول به يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني مؤكدا أن اقتحامات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتكررة للأقصى أدت إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا. بهذا الموقف القطري الأخير يتأكد الأشقاء العرب والمسلمون والرأي العام العالمي أن المواقف القطرية بتوجيه حكيم من حضرة صاحب السمو حفظه الله لم يطرأ عليها أي تغيير مهما تقلبت شؤون العلاقات الدولية وتحولت مراكز القوى العالمية والإقليمية لأنها مواقف ثابتة تستند أولا الى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ثم إن منطق الكيل بمكيالين لم يعد يحتاج الى المزيد من الأدلة لأن ما يسمى النظام العالمي هو أساسا نظام جائر قيس على مصالح الأمم القوية الغالبة وتحرك آلياته السياسية والدبلوماسية والإعلامية قوى الطغيان واستعباد الأمم المستضعفة ولم تتردد دولة قطر في ربط القول بالفعل فكانت المساعدات القطرية الأخوية تتعاقب على الضفة والقطاع بل وكان صوت قطر في المحافل الدولية والأممية صوتا مدويا وعاليا لنصرة فلسطين ومساندة مقاومتها المشروعة للاحتلال وللميز العنصري ولممارسات القمع والقتل والاغتيال والتنكيل. وفي نفس السياق أصدر المركز القطري للصحافة بيانا يندد بقيام سلطات الاحتلال باستفزاز مشاعر المسلمين باقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى، وما ينتج عن ذلك من اعتداءات وجرائم ترتكبها قوات الاحتلال بحق المصلين العزل في المسجد المقدس ولفت إلى إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم مما أدى لاندلاع مواجهات أصيب خلالها العشرات بحالات اختناق كما هاجم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال منازل مواطنين عربا وأشار إلى جرائم المستوطنين تجاه الفلسطينيين المدفوعين بخطاب الكراهية من جانب الاحتلال ورشق منازل الفلسطينيين وهم يرددون الموت للفلسطينيين فضلا عن استفزازاتهم المفتعلة مع قطاع غزة" ولعل هذه المواقف القطرية الثابتة والصامدة تعيد للأذهان ما يردده وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف منذ انطلاق طوفان الأقصى وهم يصفون المقاومين الفلسطينيين بالحيوانات بل وينادون بإبادتهم عن آخرهم! وهذا ما يقوم به نتنياهو بقصف كل مباني غزة والنية الخبيثة تتجه الى ما يسمى بالحل النهائي أي للحسم الأخير مع المقاومة وعرين الأسود بالقضاء على الحياة والمباني والبنية التحتية لكل غزة!