07 أكتوبر 2025
تسجيلخصصت الأسابيع الأربعة الماضية لتقديم النصح المسروق من مصادر علمية للقراء في أمور تتعلق بالتغذية، وأواصل اليوم موال النصائح ولكن من زاوية مختلفة هذه المرة، لأن مصدرها جاكسون، وليس المعني هنا المطرب الأمريكي الراحل الأسود (رغم أنفه الذي قام بتقليصه جراحيا) مايكل جاكسون، بل هو الأمريكاني الأبيض إتش جاكسون براون الابن، وبراون تعني بني أو أسمر وأنا براون لكوني (عيني باردة) أسمر البشرة! جاكسون براون كان يكتب نصائح لولده على مر السنين ثم جمعها وأصدرها في كتاب يحمل اسم Life’s Little Instruction Book ولا أجد له ترجمة دقيقة مستساغة ومن ثم اكتفي بتسميته "الكتاب الصغير لنصائح تتعلق بالحياة". ومن أهم تلك النصائح أنه وعند مناقشة مشكلة ما مع من تحب، أن يكون تركيزك فقط على المشكلة الراهنة، ولا تستدع الأحداث القديمة، ويلاحظ براون هنا ان للنساء ذاكرة عجيبة تحتفظ بملفات عمرها عشرات السنين يتم فتحها بضع مرات في السنة الواحدة مع كل ملف جديد، ونسيان المرارات القديمة في مواجهة أمر مُرٍ راهن مسألة مهمة جدا فقد لاحظت ان بعض الناس كلما اختلفوا مع آخرين في أمر ما وتعاتبوا، سارعوا الى فتح الملفات القديمة وبالتالي تقليب المواجع فتصبح مشكلة بسيطة مركبة، مثلا اختلفت مع زوجتك ودخلت معها في جدال لأنك ترفض شراء ستائر جديدة لكون عمر الستائر الحالية لم يتجاوز 9 أشهر، بينما هي ترى انه لابد من استقبال المولود الجديد بستائر جديدة "واحمد ربك أني ما طالبت بطقم جلوس جديد". يا بنت الناس البيبي ما تفرق معه كون الستائر قديمة او حتى غير موجودة.. نغيّرها لما عمره يصير 3 سنوات!. أنت دائما هكذا.. جِلدة وقيحة ولا تقيم وزنا لمشاعري! ألا تذكر أنك رفضت شراء قلادة ذهبية لأُختي ننوسه الخلبوصة بمناسبة انتقالها من الروضة الى المدرسة الابتدائية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف؟ هل نسيت أنك رفضت تشتري 3 كيلو تفاح عندما زرنا أمي في المستشفى واكتفيت بعلبة شوكولاته تايوان بزعم ان أسنانها مكسرة ولن تأكل أي نوع من الحلوى بأي حال من الاحوال؟ أمي أسنانها مكسرة بس أمك!!! خليها مستورة!! وينزل الكابتن الملعب: وأنت يا بنت الأصول وست الذوق ألم تقدمي لأمي في العشاء سندويتش جبنة بالساردين عندما جاءت تبارك لنا وصول مولودنا الثالث؟ وأختك ننوسة المهووسة تكسر شيئا كلما زارتنا.. أكيد البنت "مسكونة"!! أختي مسكونة؟ اسم الله على أخواتك.. واحدة تكلم روحها ليل ونهار، والثانية طلقوها بعد شهر من الزواج! والثالثة طفشت الرجال من الحي كله. وعند هذا المنعطف يتم استخدام المدفعية الثقيلة: الحق علي أنا اللي تزوجت واحدة قليلة أصل وسليطة اللسان وعديمة الاحساس!! أنا قليلة أصل يا مبهدل يا مقطع.. أتيتنا مثل الشحاذ حاملا مهرا لا يكفي حتى لإطعام بطة وسترناك وتحمل اهلي نفقات زواجنا!! أنتم سترتموني.. أنا... والله لولا انني كنت اعمى البصر والبصيرة وخطبتك وتزوجتك كنت تكوني للحين آنسة عانسة!! وفي موقف كهذا لو كان أحد أطفالهم حاضرا لصاح فيهما: يا جماعة بمناسبة الستر، استروا أنفسكم وخلونا نرجع لموضوع الستائر. وبالمناسبة فإن جاكسون نصح ولده بقوله: لا توجه عبارة مسيئة او جارحة لزوجتك في حضور العيال. هناك أمر يفوت على معظمنا عند المشاجرات اللفظية (وهناك ملاسنات وتراشق لفظي مبرر لاختلاف عميق في وجهات النظر مثلا)، وهو أن الغاية هي الفوز بإثبات خطأ الطرف الآخر، ويكون الفوز في النقاش بالحجة والكلام الموزون، ولكن كثيرين يخسرون مثل تلك المعارك في الجولة الأولى باللجوء الى الشتائم، مثلا يكون الخلاف حول من هو المقصر في إنجاز عمل ما: يا حمار.. يا ثور (ما ترسى على صفة معينة: إما حمار أو ثور). أكيد لو واصلت العمل معك سأصاب بورم في الدماغ!! فيرد الطرف الثاني: كيف تصاب بورم في الدماغ وأنت أصلا بلا دماغ. وبهذه الطريقة في الخلاف لن يتم انجاز أي عمل وتتحول الزمالة الى عداوة. [email protected]