13 سبتمبر 2025

تسجيل

متى سنغيّر للأفضل

13 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سيتغير، تم تغييره، متى سيتغير، (التغيير)، كلمة معناها كبير ومناقبها أكبر، لأنها وببساطة سُنةٌ كونيةٌ، وأمر فطري في هذه الحياة الدنيا، إذ إن حياة الإنسان قائمة على مبدأ التغيير، في التغيير اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وسنته الشريفة التي تخبرنا في أكثر من موضع أنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غيّر كثيراً من شؤون حياته وحياة أصحابه القولية والفعلية، إن التغيير سبيل لبلوغ الكمال البشري المأمول، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة - ولن نبلغها - فإن علينا الحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها، إن التغيير دليل على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل. أما المُبررات التي من أجلها يتم التغيير فكثيرةٌ جداً، وتختلف باختلاف الحالات والظروف والزمان والمكان، إلا أن من أبرزها ما نُلاحظه ونراه ونسمعه ونتفق جميعاً عليه، ويتمثل في أننا نعلم أن هناك الكثير من الطاقات البشرية (المُهدرة) التي لم يُستفد من أصحابها، ولا المجتمع من حولهم لأنها طاقاتٌ مُعطلة، وقدراتٌ غير مُفعّلة، وخير دليلٍ على ذلك تلك المواهب المدفونة عند الكثيرين في مختلف مجالات الحياة، وتلك الأوقات الضائعة التي نهدرها جميعاً (إلا ما ندر) على مدار اليوم والليلة فيما لا فائدة فيه، ولا نفع منه سواءً أكان ذلك من الأقوال أو الأفعال. إضافةً إلى مشكلة الخضوع والاستسلام لمختلف لعادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع، وعدم بذل أي محاولة إيجابية لتغييرها أو تعديلها أو تصحيحها أو التخلص منها. خير مثال نقتدي به تسلم أمير البلاد المفدى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني مقاليد الحكم في البلاد من حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، حيث لم يكن التغيير للتغيير فقط، بل كان من أجل إكمال التطور والتجديد والتحديث واستمرار مسيرة التنمية في ربوع وطننا الغالي التي بدأها سمو الأمير الوالد. سأركِّز على مسألة التغيير الإيجابي، وأقصد به التغيير نحو الأفضل والأجمل والأحسن والأكمل، وهو ما سيعتمد على محاولة تحقيق ذلك التغيير من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابية ولو بمقدارٍ يسيرٍ عند كل فردٍ منا، والتقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المستطاع. تكمن مشكلة التغيير في عدم تقبل البعض لها، ويتم التعاطي مع الكلمة انها شعار يُرفع للشو الإعلامي، فلو تم الايمان الحقيقي بالتغيير والعمل بها على أرض الواقع لكانت النتائج الإيجابية تفوق السلبية، إن المرحلة التي تمر فيها المنطقة لا تتحمل أن يكون التغيير لأمر غير الكفاءة والإبداع والتمييز (فقط لا غير)، إن العمل الروتيني أصبح منهجا للأمم المتأخرة في الركب، في عام 2004، أثار إصدار كتاب "صعود الطبقة المبدعة لريتشارد فلوريدا انتباه الحكومة الأمريكية والجمهور، يؤكد مؤلفه أن تطور المدن يستند من الآن فصاعداً إلى مقدرتها على جذب "الطبقة المبدعة" المؤلفة من مفكرين ومهندسين ومعلوماتيين ومهندسين معماريين ومصممين ومتخصصين في جميع المجالات. الإيمان والعمل على التغيير الإيجابي يأتي بالنفع العام والتطور الغير مسبوق، كما أنه يترك بصمة إيجابية تُسجل لأصحابها في الدنيا والآخرة، وتُحمل من يأتي المسؤولية الكبرى في إكمال المسيرة، وعدم اتخاذ الأهواء الشخصية والنفسية مصدراً للتشريع، كما أن تفعيل التغيير الإيجابي يعطي بارقة أمل للأجيال المتلاحقة بالجد والاجتهاد والبذل والعطاء (لكل مجتهد نصيب)، وينشر ثقافة التغيير الإيجابي في المجتمع. قال ابن القيم نمد الأيدي في كل يوم لنعاهد الله (إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعين، فحياتنا كلها تمتد بين (الحمد لله) وحتى (ولا الضالين) فلا بد من الوفاء بالعهد من قلب يطرب أنساً بسماع (الرحمن الرّحيِم ). ويقف إجلالاً مع (ملك يَوْمِ الدّين ). وينكسرُ راجياً (اهْدِنا الصّراط المُسْتَقيِم ويرتعد خوفاً من سبيل (المَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلا الضّالِين) إنه أعظم عهد في أعظم سورة، فهل وعت قلوبنا ذلك العهد.والسلام ختام .. يا كرام