13 سبتمبر 2025
تسجيلحكاية الشاعر العربي الجاهلي، دريد بن الصمة مع أخيه عبدالله، تصلح لأن تكون درسا للمهووسين السذج الذين خرجوا على العالم بحكاية دولة الخلافة التي تحز بسكاكينها رقبة كل شقي يصادفها في الطريق وهو على غير دينها الجديد. وأصل الحكاية يقول إن الشاعر العربي الجاهلي دريد بن الصمة ذهب إلى وادي منعرج اللوي حيث جمع أخوه قبيلته تحضيرا لها لغزو قبيلة غطفان ونهب إبلها. نصح الشاعر دريد أخاه عبد الله وقبيلته بأن يرعووا عن مشروعهم لغزو قبيلة غطفان. وحذرهم بأن قبيلة غطفان هي أقوى مما يتصورون. وسوف تدفع العدوان عليها بقوة. ولكن أخاه عبد الله أخذته العزة بالإثم ومضى في تحضيراته لغزو قبيلة غطفان. في يوم الالتحام تمكنت غطفان ليس فقط من رد العدوان عليها، إنما تمكنت كذلك من اعتقال عبد الله وإعدامه. فأنشد أخوه دريد قصيدة حزينة ينعى فيها أخاه عبد الله صارت مضرب الأمثال عبر الدهور لصدقيتها في تصوير قصور النفس البشرية في كثير من الأحيان أن ترى ما هو واضح ولا يحتاج إلى عيون ذرقاء اليمامة: ولقد نصحت قومي بمنعرج اللوىفلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدلقد أقبل ضحى ذلك الغد على دريد بن الصمة وقبيلته مهزومة وإبلها مصادرة وزعيمها عبد الله مقتول. و الجميع نادمون على تهورهم ولكن لات حين مندم. في فجر الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد انتظمت فصائل سورية كثيرة في صفوف الثورة بهدف أصيل واحد هو تخليص بلدها من براثن نظام يقتل شعبه ليس فقط بالبندقية التقليدية التي يدخرها الطغاة عادة لقتل مخالفيهم في الرأي بعيدا عن انظار العالم والمراقبين، إنما يقتلهم بقنابل النابالم المحرمة دوليا، وبالسلاح الكيماوي البشع، ثم يمضى مرتاح البال في غيه وصلفه كأن شيئا لم يحدث. وفي قمة اشتداد المعركة والأوار الحربي ضد العدو المشترك، اختارت مجموعة جاهلة سياسيا وعمياء بصر وبصيرة، اختارت أن تكسر الصف القومي المتراص ضد هذا العدو المشترك وتوجه سلاحها إلى صدور زملاء الكفاح المشترك بعد أن أفتى لها منظروها الشرعيون بكفر هؤلاء الزملاء وخروجهم عن الملة المحمدية التي صارت ملكية خاصة لهم يحق لهم هم وحدهم إصدار صكوك الانتماء إليها. لقد حاولت دوائر إسلامية عديدة إعادة هذه المجموعة الضالة إلى الطريق القويم وجبر الضرر الذي أحدثته في الصف الوطني دون جدوى. سذاجة هذه الفئة المارقة تمثلت في اعتقادها الساذج أن العالم سيقف متفرجا وهم يذبحون الأبرياء ذبح الخراف وسط نداءات التكبير والتهليل باسم الله. وهم يهددون نسيج الأمم وثقافاتها ومعنوياتها. بئس ما اعتقدوا. فهاهو العالم يشاهدهم وهم يتساقطون مثل الفئران، وهم يولون الأدبار لا يلوون على شيء غير البحث عن السلامة ولا يجدونها. لقد استبانوا النصح بعد ضحى الغد. مثل قوم دريد ابن الصمة. دون أن يجدوا لهم ناعيا ببلاغة دريد بن الصمة يخلد مصيبتهم. كما خلد دريد مصيبة قومه.