15 سبتمبر 2025
تسجيلمصر تحترق ومن عاب علي وصف ما لحق بثورة الخامس والعشرين من يناير بأنه (لعب عيال) عليه أن يواجهني اليوم ويعطي وصفاً أدق لما تجري أحداثه في قاهرة المعز من ضجيج لم يعرف الهدوء منذ أن أعلنت الثورة انتصارها والإطاحة برأس النظام حسني مبارك!..مصر تشتعل ومن قال إن القاهرة ذاقت طعم النوم بعد سهر مضن فعليه أن ينزل للشارع ويتقي الزجاجات الحارقة المتطايرة أو الأعيرة النارية الطائشة أو الهراوات القاسية التي يحاول رجال الأمن المصري فرض سيطرتهم على المتظاهرين الذين قلبوا ليل القاهرة شمساً لا تغيب بينما عادت النغمة القديمة على ألسن المصريين (الشعب يريد إسقاط....) ولكن هذه المرة ليس الرئيس فمصر لم يحكمها مبارك جديد ولكن الإسقاط هذه المرة (لمحافظ أسوان) الذي سمح بهدم كنيسة للأقباط دون إذن رسمي مما اعتبره الأخيرون بأنه تحد لهم وتعد على حقوقهم الدينية وتعد على مقدساتهم ولتشتعل بعدها أسوان والقاهرة ومن يقطن باقي المحافظات المصرية في سلسلة تظاهرات لم تتوقف بعد أن قلنا ان ثورة الخامس والعشرين من يناير هي (الربيع المصري) الذي سيتمتع به الشعب بعد أعوام طويلة من الخريف الذي شح به مبارك وزبانيته عليهم فعاشوا فقراً وظلماً وقهراً ولكن للأسف فقد أعقب الثورة (تخريب) وبالأحرى (لعب عيال) لأن المظاهرات لم تكن تطالب سوى برأس مبارك وعائلته وليس الحكومة ككل ولذا لم يكن (المجلس العسكري) الذي يعد المشير (محمد حسين طنطاوي) رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة — ابن خالة سوزان مبارك — من رؤوسه الكبار البديل الأمثل لتولي شؤون البلاد لا سيما وانه سارع في أول ظهور له إلى تقديم آيات الشكر والتبجيل لمبارك على السنوات الربيعية التي قضاها المصريون (واسمح لنا يا ريس على النهاية المأساوية التي وصلت بها سعادتك إلى السكن خلف القضبان واللعب بمناخيرك) ويعقبه تبرئة مبارك من إصدار أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين ولتضيع دماء الشهداء الذين سقطوا في الثورة وينجو الجاني من هذا الإثم الذي بالطبع سيلقى عقابه يوم تشهد الأيدي والألسن بما فعلت وقالت ولذا لم تكن هذه هي الثورة الناجحة التي يمكن لشعب المحروسة أن يتنفس بعدها الصعداء ويقول (جانا الفرج ربنا لك الحمد) لأن (بقايا) مبارك هي من تولت قيادة بلد كان يجب التخلص منه ومن أذياله وليس مجرد رحيله وبقاء من لايزالون يرونه رمزاً عظيماً عاش من ولأجل مصر العظيمة!..ولا أخفيكم فقد آلمني ما شاهدته في قنوات الأخبار من حرق وعنف وقتلى وجرحى وتقويض للأمن وتهييج للمشاعر من بوابة الأديان والمذاهب ولصالح من يا مصريون؟!.. لصالح تشتعل مصر اليوم والمفروض أنها تضع اللبنات الأولى لمصر الجديدة وتتبوأ منصبها القيادي للأمة بعد أعوام أحالها مبارك فزاعة لا تهش ولا تنش حتى وإن بدت مخيفة في الظاهر فمن ينكر ان ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية تتولى عرشاً لا تملك فيه حق التوقيع على قرار يخص مملكتها؟!.. فهي مجرد واجهة ولا شيء غير ذلك وهكذا كانت مصر مبارك مجرد تلوح بالعصا ولا تستطيع القدرة على استخدامها بالطريقة الصحيحة!..من الذي يقف وراء الشرور المحدقة بهذا البلد الذي يغني اليوم (قول للزمان إرجع يا زمان)؟!..ومن استنكر علي كلمة (لعب عيال) في إشارة لما تبع ثورتي مصر وتونس عليه حقاً أن يدعو لتأديب العيال الذين شوهوا عمل الكبار وظنوا بأنه لا عقاب للصغار.. فالقسوة مطلوبة أحياناً لمن أساء الأدب حتى وإن كان رئيساً أو غفيراً! فاصلة أخيرة: مصر... بربكِ عودي!