13 سبتمبر 2025

تسجيل

أعدائي كثيرٌ وأَشياعي قليلُ

13 سبتمبر 2014

كان الشاعر يزيد ابن الطثرية يعشق جارية اسمها (وحشية) وقال فيها الكثير من أشعاره، ومما قاله فيها: فَدَيتُكِ أعدائي كثيرٌ وَشُقَّتيبعيدٌ وأَشياعي لديكِ قَليلُوكنتُ إذا ما جِئْتُ جِئْتُ بِعِلَّةٍفأَفنيتُ عِلاَّتي فكيفَ أَقولُفما كُلَّ يومٍ لي بأرضِكِ حاجَةُولا كُلَّ يومٍ لي إِليكِ سَبيلُصَحائفُ عندي للعتابِ طَوَيْتُهاسَتُنْشَرُ يوماً والعتابُ طَويلُفلا تَحمِلي ذَنبي وأَنتِ ضَعيفةٌفَحملُ دَمي يَومَ الحسابِ ثَقيلُ ويروى أن اسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:هل إلى أَنْ تَنامَ عَيني سبيلُإنَّ عَهدي بالنومِ عَهدٌ طَويلُغَابَ عَنِّي من لا أُسَمِّي فعينيكُلَّ يومٍ وَجْداً عليهِ تَسيلُإِنَّ ما قَلَّ مِنكَ يَكْثُر عنديوكثيرٌ ممن تُحِبُّ القَليلُ وكان اسحاق إذا غنى هذه الأبيات تفيض عيناه ويبكي أَحَرَّ بكاء..ومن أشعار يزيد ابن الطثرية هذه القصيدة:لو أَنَّكَ شاهدتَ الصِّبا يا ابن بَوْزَلٍبِفَرعِ الغَضَى إذْ راجَعَتني غَياطِلُهْلَشَاهَدْتَ لَهواً بعد شَحطٍ من النَّوَىعلى سَخَط الأَعداءِ حُلْواً شَمَائِلُهْويوماً كإبهامِ القطاةِ مُزَيَّناًلعيني ضُحاهُ غالباً ليَ باطِلُهْبِنَفْسي من لَوْ مَرَّ بَرْدُ بَنَانِهِعلى كَبدي كانَتْ شِفاءً أَنامِلُهْومن هَابَني في كُلِّ أَمرٍ وَهْبتُهُفلا هُوَ يُعطيني ولا أَنا سائِلُهْ وله أيضاً:أَلا رُبَّ راجٍ حاجةً لا يَنَالُهاوآخَرَ قد يُقْضَى لَهُ وهَوَ جالِسُيَجولُ لها هذا وتُقْضَى لغيرهِوتأَتي الذي تُقْضَى لَهُ وهو آيِسُ يارا.. والشعرات البيض..من أجمل أشعار العرب في القديم والحديث ما قيل في الشيب وفقدان الشباب.. ولنقف قليلاً مع الدكتور غازي القصيبي رحمه الله تعالى في هذه القصيدة الجميلة التي يقول فيها:مَالَتْ عَلَى الشَّعَرَاتِ البِيضِ تَقْطِفُهَايَارَا.. وَتَضْحَكُ.. لاَ أَرضَى لَكَ الكِبرَايَا دُمْيَتي! هَبْكِ طَارَدْتِ المشِيبَ هُنَافَمَا احْتِيَالُكِ في الشَّيْبِ الَّذِي اسْتَتَرا؟وَمَا احْتِيَالُكِ في الرُّوحِ التّي تَعِبَتْ؟وَمَا احْتِيَالُكِ في الْقَلْبِ الّذِي انْفَطَرَا؟وَمَا احْتِيَالُكِ في الأَيَّامِ تُوسِعُنِيحَرْباً.. وَتَسْأَلُنِي مَنْ يَا تُرىَ انْتَصَرَا؟* * * * *يَا دُمْيَتي! طَارَدَتْنِي الأَرْبَعُونَ مُدىًمَجْنُونَةً.. وَحِرَابًا أدْمَتِ الْعُمُرَافَمَنْ يَرُدُّ لِيَ الدُّنْيَا الَّتِي انْقَشَعَتْ؟وَمَنْ يُعيدُ لِيَ الحُلْمَ الذَّي عَبََرَا؟مَا الشَّيْبُ أَنْ تَفْقَدَ الأَلْوَانُ نُضْرَتَهَاالشَّيْبُ أَنْ يَسْقُطَ الإنْسَانُ مُنْدَحِرَاوَمَا بَكَيْتُ عَلَى لَهَوِي وَلاَ مَرَحِيلَكِنْ بَكَيْتُ عَلَى طُهْرِي الَّذِي انْتَحَرَا