07 أكتوبر 2025
تسجيلفي عام 1964 استمتع العالم لأول مرة في أوروبا وأمريكا بمشاهدة مباريات دورة طوكيو للألعاب الأولمبية من اليابان.. وبدأ منذ ذاك الحين عصر جديد تحررت فيه البشرية من قصور انتشار الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل الإذاعات المسموعة والمرئية عبر الهواء والفضاء وأمان وصولها لمسافات بعيدة جدا عبر تلك الأقمار الصناعية. وكانت تلك إيذانا بدخول عصر الأقمار الاصطناعية والتي كان بعدها التاريخي في ربيع 1962 حينما تم إطلاق أول قمر صناعي تجريبي " الوات 1" في كندا تلاه " الوات 2" عام 1965 " وايزيس " سنة 1969.. وايزيس "2" عام 1971.. وقد جاءت هذه الأهمية التكنولوجية في كندا نظرا للوضع الجغرافي والسكاني هناك.. من أجل توفير التغطية الإذاعية والتليفزيونية.. وقمر واحد يمكنه أن يغطي ثلث مساحة الكرة الأرضية تقريبا في آن واحد وكما يقول علماء الاتصال إنه لو أريد تغطية القارات التي تمثل الكرة الأرضية كلها بقنوات التليفزيون فإنه يكفي استخدام (3) أقمار صناعية لهذا الغرض. والحقيقة هذه الأيام أن القمر الاصطناعي أصبح ضرورة للإعلام المعاصر وهو إنجاز فضائي ضخم على المستوى العالمي ويعمل لخدمة الإنسانية جمعاء. وأعتقد أنه من الذكاء الإعلامي هو وجود قمر جديد يهل على الأمة العربية.. وهو "سهيل" الذي أطلقته دولة قطر ومن المنتظر أن يتم تدشينه رسميا في ديسمبر.. وكي تتحقق الأهداف والغايات الإعلامية.. لابد من خطة إعلامية مدروسة تتناول لهذا القمر.. أهدافه والمرحلة التمهيدية والتحفيزية.. إلى جانب التخطيط البرامجي.. وأعتقد أن هذا القمر سوف يحقق للأمة العربية دورا في مواجهة التحدي الحضاري من خلال اللحاق بركب الحضارة.. وتطوير نظم الاتصال الجماهيري ودعم قدراتها.. وتحقق تدفق المعلومات إلى العقول العربية وأسوة بما يحدث لشعوب العالم.. كما أن مثل هذا القمر كزملائه.. كما يستطيع ربط شعوب الأمة العربية في وحدة من القوالب الفكرية والواجبة. إضافة إلى نشر الثقافة والمعرفة والتأكيد على تحصين المواطن العربي بجرعات من الذكاء الإعلامي لمواجهة التحديات المعاصرة. في ختام أسطوري وتهنئتي بهذا القمر الجديد.. أتمنى أن يبدأ القائمون عليه في تحديد الجماهير المستهدفة.. وتحديد الأهداف المرجوه منه.. واستخلاص المادة الإعلامية الملائمة ووضع الاعتبارات الخاصة بالبث وأن يحقق أهدافه التي تم إطلاقه من أجلها..وفي انتظار إنارة هذا القمر الجديد. ومبروك لقطر.