03 أكتوبر 2025
تسجيلنجاح أية دولة يفسر عادة بالمعايير الاقتصادية المتفوقة، والمستويات العالية من الاستقرار الاجتماعي، والرصيد اليومي من استقرار الأمن وتقلص الجريمة وغياب الانحراف، كما يقاس النجاح أيضا بتوفير البنية الصحية والتربوية ونفاذ المواطن والمقيم إلى الاستفادة العادلة بالمرافق العمومية دون تمييز أو عنصرية، وكذلك بالعناية بالرياضة خيارا محليا وعالميا، كما يحكم المجتمع الدولي على إحدى الدول بأنها عنصر فاعل في مجال العلاقات الدولية وتطبيق بنود القانون الدولي وأخلاقه في المعاملات السياسية والتجارية مع الدول الأخرى، وهنا تتبوأ دولة قطر مكانة متقدمة في كل هذه المجالات، إلى جانب ما تكاد تنفرد به من اقتسام بعض ما وهبها الله من خيرات مع بقية الشعوب المحرومة والمهمشة خاصة الشعب الفلسطيني الشقيق، والذي يعاني من عدوان الاحتلال الغاشم فكانت دولة قطر، بتوجيه من أميرها المفدى، أكبر وأول سند ماليا ودبلوماسيا واجتماعيا، بما جعل قطر شريكا متقدما للشعب الفلسطيني لإعادة إعمار قطاعه المظلوم، وإعلاء لواء الحق المشروع المعترف به أمميا ودوليا. وحين تتوج منظمات التحكيم الدولي للطيران المدني مطار حمد كأفضل مطار في العالم فإنها لا تكافئ فقط سلطات المطار المباشرة فقط لإدارته بل هي توسم معها كل السلطات القطرية من وحدات أمنية وجمركية التي تسهر على سلامة من يمر منه من المسافرين وسلامة الطائرات المقلعة منه أو القادمة اليه من كل ممنوع ومضر بالصحة والناس، كما توسم المرفق الصحي القطري، وهو من أول ما صنفته منظمة الصحة العالمية ضمن المستويات العليا من الاحتراز ومقاومة الوباء المتفشي وأولى الدول التي قضت على أكبر أخطاره منذ بداية الكورونا الى اليوم. ولعب مطار حمد دوره الريادي في الحد من الوباء وتحديد انتشاره عبر بوابة من أوسع بوابات الشرق الأوسط، ألا وهي المطار الذي عبر منه أو سافر منه أو نزل فيه ملايين الناس منذ أواخر 2019 الى اليوم. وإذا صنف المطار في تلك الرتبة الأولى فالتكريم أيضا موجه لكل أجهزة الدولة القطرية من إدارة محكمة وأمن مستتب ورعاية صحية محكمة وشاملة وحركة طيران انسيابية جعلت طائرات القطرية وكل شركات الطيران المستعملة للمطار لا تتأخر عن موعد إقلاعها ولا موعد وصولها، مع توفير سلطات المطار أقصى مستويات الخدمات للمسافرين، وتوفير أسباب راحتهم وأمنهم وراحة أطفالهم وتأمين أغراضهم وسلامة أوقات انتظارهم. كل هذه التيسيرات هي التي تضافرت جهود الدولة القطرية لضمانها حتى يكون المطار بالفعل أفضل مطار في العالم. وهذا الاعتراف الدولي بتألق دولة قطر ليس الوحيد، بل هو يضاف إلى سلسلة مشرفة من الأوسمة المستحقة التي وشح بها العالم المحايد صدر دولة قطر، من أبرزها شهادة التقدير التي أسندتها المنظمة العالمية للصحة الى قطر لنجاحها الباهر في الحد من جائحة كورونا والقضاء على ظاهرة تفشيها في ظرف قصير بفضل سياسات صحية استباقية استشرفت قبل دول أخرى مخاطر الوباء وسرعة انتشاره فتصدت له بالإجراءات الوقائية حتى تحول (احتراز) وهو الرابط الإلكتروني الرقمي الذي يصنف جميع أهل قطر من مواطنين ومقيمين الى أصحاء أو تحت الرقابة أو متعافين أو ملقحين بالجرعتين، وهو ما جعل المجتمع يتجند لمقاومة الوباء بنجاعة قياسية بل ويصبح مثلا يحتذى حتى لبعض الدول الأوروبية المتقدمة وصاحبة التقاليد العريقة في الطب والعلاج. وقس على هذا ما اعترفت به منظمة التربية والعلوم والثقافة الأممية (اليونسكو) في شهر أبريل 2018 من تميز قطري في التربية والتعليم وفوز هذه الدولة الفتية بتكريم المنظمة لما أسسته من منصات التربية الحديثة وتجدد التكريم حين قامت دولة قطر بنشر المعاملات الرقمية في كل المؤسسات التعليمية حين اضطرت المدارس الى غلق أبوابها بسبب الجائحة وفتح مجالات التعليم عن بعد فلم يحرم الطلاب في كل مراحل التربية من نعمة التعلم واستمرار العملية التربوية بلا انقطاع. وجاءت هذه الأوسمة الاجتماعية لتضاف إلى نجاحات دبلوماسية مشرفة في قضايا اقليمية ودولية متأزمة مثل الملف الأفغاني وملف مساعدة فلسطين وتكريس حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتي ينص عليها القانون الدولي مع إعمار قطاع غزة بمبلغ تجاوز المليار دولار ولا ننسى أن الدوحة اليوم على بعد 15 شهرا من أضخم حدث رياضي عالمي وهو كأس العالم والملاعب جاهزة مع بنية تحتية ملائمة للحدث مع استعداد قطر لتلقيح الزوار والمشجعين الوافدين عليها في نوفمبر 22 وهي دولة تدرك أن تنظيم مثل هذه اللقاءات الكبرى في زمن لم تختف فيه الكورونا ليس بالأمر الهين، ولكنه ليس بالمستحيل على دولة رائدة. كاتب تونسي [email protected]