12 سبتمبر 2025
تسجيلاللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا، فأنت أعلم بحالنا وتعرف أنه كم من برلمان في بلداننا يضم كذا نائب من نوائب الزمان، ولا تجعلنا مثل ذلك النائب في البرلمان الـ «*****» الذي كتبت حكايته صحف بلاده، حيث كان «ممثل الشعب» في زيارة إلى مستشفى، ودخل المصعد يصحبه اثنان من سكرتاريته، يعني ما شاء الله سيادته حقاً مشغول بقضايا المواطنين، ولابد أن يصاحبه سكرتيران في الحل والترحال ليسجلا الدرر التي تخرج من فمه، وربما حسب أن وجود سكرتيرين معه حتى وهو يزور مريضاً يجعل العدوى من نصيبهما ويطلع هو منها «براءة» ما علينا: داخل المصعد، فوجئ النائب غير المحترم (ستعرفون كيف استحق هذا اللقب)، فوجئ بشابة صبوحة تصحبها خادمتها، وهنا بدأ البرلماني يقوم بحركات تؤكد أنه ناب ناشز مثل ذلك الضرس الذي لا نعرف لماذا يوصف بـ «العقل»، بينما هو أقل الأضراس عقلا وفائدة. على كل حال بدأ البرلماني يدخل يده في جيوب جلبابه ويخرجها لتعرف البنت أنه شخص خطير بدليل أنه يحمل 4 هواتف جوالة، وضغط أحد معاوني النائب البرلماني زر الطابق الثاني، لأنه كان الطابق الذي يقصده صاحبنا حسب الخطة المعلنة، بينما ضغطت الفتاة زر الطابق الثالث؛ طبعاً المصعد ديمقراطي ويرفع الناس وينزلهم ما بين مختلف الطبقات بـ «الدور»، وهكذا توقف في الطابق الثاني كي يخرج منه ممثل القوى الشعبية ورفيقاه، ولكن حبيب الشعب قال لتابعيه: «روحوا انتو وأنا أحصلكم»؛ وتقول صحيفة نقلاً عن الفتاة التي لجأت إليها للشكوى من سلوك «النائب» أبو أنياب أنه شرع في التصرف كما الشبان البلهاء الذين ينثرون أرقام هواتفهم على الفتيات في الأسواق: هذه أرقام جولاتي الأربعة.. خذيهم عندك.. يا أرض أحفظي ما عليك.. ولعلمك يا بنت الناس أنا من عيلة محافظة ولم أجرب الغزل من قبل، وماني فاضي للكلام.. ولكن بصراحة اللي يشوفك ما يتحمل.. وتحمليني لأن جمالك أخرجني من «وقاري».. ما شاء الله عليكِ.. كل ها الجمال في بلدنا وأنا ما أدري عنه..المهم حصل خير ورب فرصة خير من تسعمائة ميعاد.. خذي رقم هذا الجوال.. ولاحظي أنه سهل الحفظ. دعونا نعيد قراءة مقاطع من كلام هذا الأبله»: أنا من عيلة محافظة وبلا تجارب في مجال الغزل. ماذا يعني هذا؟ يعني: أنا شخص «عملي» ومش بتاع كلام ع الفاضي؟. المهم أن البنت ما قصرت وقالت له: عيب عليك، ولكن أمثال صاحبنا لا يعرفون العيب فواصل الحديث (رغم أنه بلا خبرة في مجال المغازلة): عموماً أنا جئت لزيارة فلانة في الغرفة كذا في الطابق كذا، وإذا أردت شيئاً فأنا تحت الطلب (فات على البنت أن تقول له أنه ليس تحت الطلب بل تحت النعال)، وهنا فاض الكيل بالفتاة المسكينة وانفجرت صائحة في وجهه: امشي يا كلب يا حقير يا قليل الحياء والأدب. وتقول الصحيفة إن الخادمة همت بضرب البرلماني البرمائي بالجزمة، ولكن البنت منعتها عن ذلك منعا لتلوث الحذاء. وتمنيت لو أن تلك الصحيفة نشرت اسم ذلك النائب أبو النوائب وصورته كي يعرف أهل الدائرة الذين انتخبوه أو الحاكم الذي أهداه المقعد كم هو تافه، وقد رصدت صحف البلد الذي ينتمي إليه ذلك النائب البرلماني على أمل أن أجد فيها ما يشير إلى انه تعرض للمساءلة ونال ما يستحق من عقاب، فلم أجد أثرا لذلك، فاتصلت بزميل أعرفه يعمل في الصحيفة التي نشرت الخبر لأسأله ما إذا كان فضح ذلك النائب «جاب نتيجة»! فكان رده أنهم أوصلوا تفاصيل الحادث مدعمة بشهادة البنت التي تعرضت للتحرش إلى سلطات البرلمان فقالوا لهم: مش شغلكم. النائب عنده حصانة فمن يحصِّن النساء ضد مثل هذا الحصان الأجرب؟ [email protected]