25 أكتوبر 2025

تسجيل

ثقافة معاق

13 أغسطس 2018

وصلتني رسالة جميلة من الدكتورة هلا السعيد، الاستشارية النفسية والمختصة بتدريب وتأهيل ذوي الإعاقة من خلال مركزها (مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة)، ونزولا عند رغبتها أعرضها لكم. "تعرضت ابنتي صاحبة الإعاقة السمعية لإساءة من شخصية إعلاميه تحضر معرضا لفنانة لديها إعاقة حركية، وكان من المفترض أن تضع تلك الشخصية الإعلامية في اعتبارها أنها في معرض فني صاحبته من ذوي الإعاقة، أن يتواجد البعض من ذوي الإعاقة في المعرض، و يفترض أن تكون قدوة بالتعامل مع الآخرين، بغض النظر من ذوي الإعاقة أو غير ذلك. لقد كانت تلك الشخصية تصرخ في وجه ابنتي بكلمات لا تسمعها البنت ولا ترى تعابير وجهها، حيث إنها من تسمي نفسها إعلامية منقبة والصراخ لمجرد أنها تريد أن تصور الفنانة وابنتي واقفة جنبها، وهي تريدها لوحدها، مما أدى بي وابنتي للانسحاب فورا من المعرض!!. وهنا يراودني سؤال  ........  كيف يصبح الشخص إعلاميا وليس لديه أدنى مقومات الإعلامي الناجح وأهمها اللباقة في مع الآخرين؟. لم تنم ابنتي طوال الليل وتعبت وأنا أهدئ فيها، وفي كل مرة تأتي إلى غرفتي لتسألني من تلك المرأة، ولماذا كانت تتكلم كثيرا؟!. بالمقابل هناك إعلاميون متميزون .. فقبل توجهي للمعرض حضرت دورة للإعلامي القطري المعروف الاستاذ أحمد المهندي وكان الجمهور من فئه الإعاقة البصرية.. نعم هو متخصص بالإعلام وليس تخصصه ذوي الإعاقة، ولكن أُشهد الله أنه يتمتع بمقومات الإعلامي الناجح بطريقه تعامله مع جميع الحضور من ذوي الإعاقة البصرية. جزاه الله كل خير، كانت دورته متميزة وشملت معلومات قيمة، وقد عرض مادته بطريقة شيقة وممتعة، وللعلم إنني أحضر هذه الدورة معه للمرة الثانية، ولكني في كل مرة أتعلَّم منه شيئا جديدا. تحدث عن الإعلام التقليدي والإعلام الجديد وأدواته وعناصره وكيف تكون لدينا تربية إعلامية في التعامل مع وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يمكن أن نتحرى الدقة والمصداقية في تناول الأخبار.   ليس هنا لأتكلم عن الإعلام، ولكني أريد أن أقارن مثل هذه الشخصية الإعلامية الفذة وهو يعطي محاضرة لذو الإعاقة مع أخرى التقيتها في معرض فني لأحدى الأخوات من ذو الإعاقة. لقد أعجبني طريقة إلقائه بالدورة، إضافة إلى أسلوبه الشيق الجميل .. فقد راعى في طريقة إلقائه الأمور التالية:  أولا : استخدم الانحناء الجسدي عندما كان يتحدث مع أي شخص كفيف جالس. ثانيا: استخدم اليد بوضعها على كتف الكفيف عندما كان يوجه الكلام له.  ثالثا: عمل تواصل سمعي وبصري مع كل شخص حاول أن يعمل مداخلة أو يطرح سؤالا. رابعا: استخدم المعزز اللفظي والمعنوي باستخدام كلمات (برافو، ممتاز، كلامك صح).  خامسا : أثار روح التشاور والاجتهاد بين الحضور بعملية عصف ذهني قبل أن يشرح أي فقرة، فقد كان يسأل الحضور من يجيب على سؤالي ...؟. سادسا: جعل الجميع متيقظا لأي سؤال ممكن أن يسأله. سابعا: استخدام وسيلة العرض المرئي ومراعاة الكفيف بالشرح الوصفي لكل صورة يضعها.  بورك عملك وعلمك يا دكتور أحمد المهندي". خالص شكري وتقديري للدكتورة هلا السعيد وقد تشرفت بحضورك لجزء من الورشة التي قدمتها في المركز الثقافي الاجتماعي للمكفوفين وأعتز كثيرا لهذا التقييم الذي جاء من دكتورة متخصصة واستشارية نفسية معروفة، ولو أعرف أنك ستقيميني لبذلت جهدا أكبر، ولكن الحمدلله أنني كنت عند حسن الظن.