17 سبتمبر 2025

تسجيل

من سيرة أهل الحلم

13 أغسطس 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مما ورد في فضل أهل الحلم، الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، ما رواه ابن أبي حاتم، قال: وَرَدَ فِي بَعْض الْآثَار، يَقُول اللَّه تَعَالَى: "يَا اِبْن آدَم اُذْكُرْنِي إِذَا غَضِبْتَ أَذْكُرك إِذَا غَضِبْتُ فَلَا أُهْلِكك فِيمَنْ أُهْلِك". وروي أن ميمون بن مهران رضي الله عنه جاءته جارية له بطعام ساخن، فوقع الإناء من يدها، فأصابه شيء منه سقط على ثيابه، فنظر إلى الجارية غاضبا، وقال لها: أحرقتني. فأجابته: يا معلم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله تعالى. فقال لها: وما قال الله تعالى؟ قالت: لقد قال: والكاظمين الغيظ. فقال ميمون: كظمت غيظي. قالت له: والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قالت له: زد، فإن الله عز وجل يقول والله يحب المحسنين. قال لها ميمون: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى. وقيل للأحنف بن قيس، ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم. قيل: فما بلغ حلمه؟ قال: بينما هو جالس في داره إذ أتته خادمة له بسفود عليه شواء، فسقط السفود من يدها على ابن له فعقره فمات، فدهشت الجارية، فقال: ليس يُسكن روع هذه الجارية إلا العتق، فقال لها: أنت حرة، لا بأس عليكِ!وقيس هذا هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد التميمي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وأسلم سنة 9 للهجرة، ولما رآه النبي قال: هذا سيد أهل الوبر. ومما رواه عنه الأحنف بن قيس أيضا، قال: رأيته، يعني رأيت قيسا بن عاصم، يوماً قاعداً بفناء داره محتبياً بحمائل سيفه، يحدث قومه، إذ أتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل‏:‏ هذا ابن أخيك قتل ابنك. قال الأحنف‏:‏ فوالله ما حل حبوته، ولا قطع كلامه‏.‏ فلما أتمه، يعني لما أتم قيس بن عاصم كلامه، التفت إلى ابن أخيه فقال‏:‏ يا ابن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك‏.‏ ثم قال‏:‏ لابن له آخر‏:‏ قم يا بني إلى ابن عمك، فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إلى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها عربية‏.وروي أن رجلا شتم أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، فقال: إن بيني وبين الجنة عقبة، إن جزتها فأنا خير مما تقول، وإن عرج بي دونها إلى النار فأنا شر مما قلت، فانته أيها الرجل، فإنك تصير إلى من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وشتم رجل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فلما قضى مقالته، قال ابن عباس: يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها، فنكس الرجل رأسه واستحى.وكان الفضيل بن عياض رحمه الله كان في الحرم، فجاء خرساني يبكي، فقال له: لماذا تبكي؟ قال: فقدت الدنانير، فعلمت أنها سرقت مني، فبكيت. قال: أتبكي الدنانير؟ قال: لا، لكني بكيت لعلمي أني سأقف بين يدي الله أنا وهذا السارق، فرحمت السارق فبكيت!