الاوقاف..ارجو اعادة النظر

لم اتوقع ردود الافعال الكثيرة التى وصلتنى بعد كتابة مقال الاسبوع الماضى (الائمة والخطباء) الذى تناولت فيه ضعف رواتب الامة الذى لا يتعدى 4800 ريال بغض النظر عن خبرة الامام وانشطته الدعوية. وكذلك مكافاة الخطابة الشهرية بمقدار 600 ريال لاكثر من عشرين سنة لم تتغير. وتلك الردود بقدر ما هى اسعدتنى واشكر اصحابها الا اننى ارى بانه واجب على ان اطالب باعادة النظر فى هذا الامر من قبل المسئولين فى وزارة الاوقاف حتى يكون هناك نوع من الانصاف للائمة والخطباء وان تعطى بيوت الله والقائمين عليها درجة عالية من الاهتمام والتقدير. فليس من المعقول ان يعامل الامام الملتزم بمسجده ولديه العديد من الدروس والخبرة فى التحضير والخطابة ومندمج كليا مع افراد الحى مع اخر جديد وقليل الخبرة. وعمل الامام فى غير وظيفته يؤدى الى شتاته وقلة تركيزه فى المسجد، وهذا ينعكس سلبيا على المصلين، بمعنى اخر وكأن وزارة الاوقاف تعاقبنا نحن افراد المجتمع حينما لا نجد الامام ملتزما بالصلاة او من نستشيره فى الامور الدينية ومن يهتم باعطائنا الدروس وتقوية العلاقات المجتمعية. احدى الاخوات كتبت لى باقتراح بان يقوم الاهالى بدفع رواتب للائمة مقابل تحفيظ ابنائهم. هذا معمول به من الاوقاف ويحصل الامام على 400 ريال فى الشهر. نلاحظ بان الاعمال الجليلة لها ارقام ضئيلة جدا مقارنة باعمال اخرى معروفة للجميع..للاسف توضع لها الميزانيات المفتوحة. هناك الكثير من الرسائل التى وصلتنى تؤيد المقال وقد استوقفتنى هذه الرسالة.. "محدثكم واحد من الائمة المقيمين على تراب هذا البلد المبارك وواحد ممن يعيشون المعاناة فانا خطيب وامام بوزارة الاوقاف منذ سنوات ولله الفضل وانا واحد من الائمة الذين رزقوا بعمل آخر بجانب الوزارة واتقاضى منه راتبا بجانب راتبى لكننى ولله الحمد لا يمر على الشهر الا واستدين فى آخره لقلة رواتبنا ولكثرة متطلبات الحياة ولغلو المعيشة فى قطر الحبيبة والذى لا يعرفه الكثيرون اننا ما تغربنا لنستدين ولا تركنا بلادنا واهلينا لندور فى حلقة الديون المفرغة. وانى والله اعرف بعض اخوانى الائمة ممن لم يوفقوا لعمل اضافى بجانب الامامة لا يعرف كيف يعول اسرته ولا كيف يخرج من ديونه. طلبوا منى فى الاوقاف ان استلم التقرير السنوى ووجدت درجتى اقل من احد الائمة وراجعت المسئول وقلت له كيف تقيمون المساجد وانا مسجدى ولله الحمد معروف وفيه من الفعاليات الدعوية والدينية ما يعرفه الكثيرون فاجابنى اجابة احبطتنى والله قال لقد طلب منى ان انهى الف تقرير فى اسبوع واحد.!! وحقيقة لا اعرفك ولو عندك شكوى ارفعها للوزير خلال عشرة ايام ثم قال وعموما انتم المقيمون التقييم لا يفيدكم فى شيء لا علاوة ولا زيادة ولا ترقية." تلك الرسالة باختصار..ولم اضع اسم صاحبها حتى لا يهتم البعض بمعرفة الشخص لمعاقبته كما يفعل الكثير من المسئولين بدل ان يعملوا على معالجة الاخطاء. بعض الائمة محسوب انه امام فى مسجد ما ولكنه مفرغ لعمل ادارة الدعوة بمكافأة مقطوعة وذلك حتى لا تتكلف الادارة بموظف جديد وهذا بالطبع على حساب المصلين فى الحى وجهد مضاعف على المؤذن. بتلك الطريقة وغيرها تضع الاوقاف موظفا مكان موظف واماما مكان داعية واخر لديه عمل مكتبى باجر رمزى وهناك قص ومأس كثيرة. هذا ونحن فى اغنى دول العالم..!! ولدينا اموال كثيرة من الوقف فقط تحتاج استغلالا بالشكل الصحيح. وزارة الاوقاف بحاجة الى ترتيب اوراقها والاهتمام بالائمة والدعاة بالشكل اللائق فلا يعقل ان تصرف المبالغ الخيالية لقدوم داعية ليوم واحد ولا تصرف نصفها فى سنة كاملة لدعاة متواجدين فى البلد. ارجو اعطاء كل ذى حق حقه ومكافأة المجتهد ومحاسبة المخطئ والله من وراء القصد.