13 سبتمبر 2025
تسجيلإن أمة الإسلام خير الأمم بما تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وأفرادها خير البشر بما يمتازون به من إيمان وصدق مع الله وامتثال لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،فمجتمع يتصف أفراده بالإيجابية يحقق هذا المجتمع صلاحا عظيما وإنجازا رائعا، لأن من يتمتع بالإيجابية يحفز و يشجع على عكس من يثبط ويحبط ويكون صاحب نظرة تفاؤلية ويبشر ولا ينفر وليس صاحب نظرة تشاؤمية، فهو مقبول عند الله وعند الناس لأن همه ليس تصيد أخطاء الآخرين بل إصلاحها، إنها درجة عظيمة يبلغها الإنسان الإيجابي ؛درجة ينسى فيها نفسه ومشاعره ويكون همه الآخرين وإصلاح المجتمع بقدر ما يستطيع ،إنه ارتقاء بالنفس لمنزلة عليا والسمو بالروح إلى خارج نطاق الإطار البشري المحدود وخارج القيود الأرضية الضيقة ونقصد بهذا التأثير الإيجابي على أنفسنا وعلى الآخرين، فشهر رمضان هو شهر القرآن فرض الله عز وجل علينا صيامه وسن لنا النبي صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو ركن حصين من الأركان التي بني عليها الإسلام لذا فالمرء يغتنم شهر رمضان ليكثر من أعمال البر والخير والتي تكون في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ،وليتذكر المسلم أن الله عز وجل فرض علينا في رمضان صدقة الفطر والتي شرعها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث وصغائر الذنوب وطعمة للمساكين كما علمنا الهدي النبوي بأن نغنيهم في مثل هذه الأيام فلا يسألوا الناس في أيام العيد.فالإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق ويضيع عند الشح والإمساك ولذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية ،وأوصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر وأن يجعلوا تقديم الخير إلى الناس شغلهم الدائم لا ينفكون عنه في صباح أو مساء، من هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبذل كل ما تصل إليه يده، فيوزعه على الناس لا يدخر منه شيئا لنفسه ولا لآله ،دربه في ذلك أن يرد الخير إلى مستحقيه يفتح به مغاليق القلوب الصلدة ويؤصل في النفوس خليقة الكرم ،فإن هذا النمط العالي من الكرم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو المثل العلي للكرم الخالص البعيد عن الغايات والمطامع والشبهات حققه الرسول الكريم في واقع الحياة ،ليكون مثالا للإنسانية يحاول كل مسلم الارتقاء إليه وإنه ليؤكد استعداد الإنسان للصعود في مدارجه وقدرته على بلوغ مستويات رفيعة فيه ،متى تألقت حقيقة الإيمان الكبرى في نفسه ومن هنا يزداد الإنسان كرما كلما ازداد من الله قربا وكلما استشعر ما أعده الله من نعيم للكرماء الأسخياء الباذلين في سبيله ازداد سخاء وبذلا، وكلما قويت صلته بالله ازداد شعوره بثمرات الكرم عمقا وزاد عطاؤه امتدادا وسعة ،فلقد كان الهدي النبوي حريصا على تأصيل فضيلة الكرم في نفوس المسلمين وجعلها من الفضائل التي يتسابق المسلمون إلى التحلي بها والتنافس فيها، فلقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فضل الإنفاق والتصدق في سبيل الله وثماره وآثاره، أن الصدقة لا تنقص المال بل تزيده بما يحصل فيه من بركة الإنفاق والعطاء، لأن كثيرا من المبتعدين عن الإنفاق والتصدق يظنون أن الصدقة تذهب بالمال وتفنيه أو تنقصه، وهذا بسبب غلبة حب الدنيا على قلوبهم، فما نقص مال من صدقة، فالإسلام في يسره وإنسانيته يوصي بالمودة بين المسلمين ويحث على الإنفاق ،لهذا ينبغي على كل عبد واعٍٍ أن يكون متصدقا لا ينسى صدقة الفطر في مثل هذه الأيام المباركة ولا تلهيه الدنيا عن تفقد المحتاجين والمساكين وبرهم وإكرامهم ومعونتهم، فهدي الإسلام الحنيف أوجب على كل مسلم أن يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه وهذا يعني الحرص على نفعهم والتعاون معهم ومد يد العون لهم.