18 سبتمبر 2025
تسجيلالحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:خلق الله عز وجل هذه الدار مليئة بالهموم والأكدار فلا تكاد تخلو من هم ولا تكاد تنفك عن مشاكل وعقبات (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، أي تعب ونصب ومشقة.وفي خضم هذه المشاكل يبحث الإنسان عمن يبث له شكواه ويفضفض له عن همه وبلواه، ولأننا كلنا في هذه الدار لا نخلو من هم وكدر فيكون لجوء الإنسان إلى مخلوق ضعيف مثله محتاج لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا يكون من ضعيف لضعيف ومن محتاج لمحتاج.وهذا حال أغلب الناس فإذا ما وقعت به مصيبة أو حلت به كارثة لجأ للمخلوقين ونسي الخالق عز وجل وبدأ يبحث مَنْ مِنَ الناس يمكن أن يفيده؟ ومَنْ مِنَ المعارف يمكن أن يساعده؟.والحل الأمثل من هذا, وأفضل منه هو لجوء العبد لخالقه جل وعلا الذي بيده مقاليد السماوات والأرض ولا يعجزه شيء فهو على كل شيء قدير.إذا نزلت بك ضائقة أو ألمت بك نازلة فقم من الليل في جوفه الآخر وصل ركعتين لله الواحد الأحد واشك له همك وبث إليه حزنك واقرع باب أكرم الأكرمين فهو لا يرد سائلًا ولا يقنط عاصيًا وناجه في سجودك وتذكر قوله: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ واستشعر هذا القرب وأنزل حاجتك بملك الملوك فهو سبحانه جواد يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.أليس هذا أفضل من سؤال الناس المخلوقين وانتظار الرد من هذا وذاك؟ بلى والله.أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم من أهل قيام الليل.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته