16 سبتمبر 2025

تسجيل

العافية في اللباس

13 يوليو 2015

من أكبر النعم علينا نعمة اللباس السابغ الكامل الذي يسترنا الله به ويحفظنا نجد فيه الدفءَ والحماية من العوادي يقول الله تعالى ( يابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) ولو لم يكن في اللباس إلا أنه يستر العورة ويقي من الحر والبرد لكفى فكيف وهو الزينة والجمال والستر والحفظ . وقال تعالى ( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرَّ وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يُتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) يعني تفضل عليكم بالثياب التي تحفظكم من كل العوارض والنوازل . ١ - العافية في اللباس أن تعلم أن الله تعالى هو الذي تفضل عليك به ولولاه ما وجدت ما يستر عورتك ويحفظك من أعين الخلق ، ولك أن تنظر في ستر الله عليك بالثياب والملابس المتعددة والجميلة النظيفة الطاهرة وتنظر من لم تتوفر له الثياب لسبب أو لآخر سواء للفقر أو الحرب التي يلجأ أهلها لترك كل شيء طلبا للنجاة أو لما قدره الله عز وجل يقول الله تعالى ( بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ وقال تعالى ( وجعل لكم سرابيل تقيمك الحرَّ وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يُتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) يعني تفضل عليكم بالثياب التي تحفظكم من كل العوارض والنوازل . ٢ - العافية في اللباسأن يكون ساتراً للعورة كما قال الله تعالى ( يا بني أدِم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم ( يسترها ) وريشاً ..... فالمهمة الأولى للباس هي ستر العورة . والعورة هي ما يجب ستره وعدم إظهاره من جسم الرجل أو المرأة . والعورة كل ما يُستحيا كشفه . هي كلَّ ما حرم الله تعالى كشفه أمام من لا يحلُّ له النظر إليه. وستر العورة وصيانتها من صفات المؤمنين الصادقين . كان النبي عليه الصلاة والسلام ( أشد حياء من العذراء في خدرها) . كما أن ستر العورات من خصائص أمة المسلمين ، فإن ستر العورات من شروط صحة الصلاة قال رسول الله : " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ) وقال : لا تمشوا عراة .أما الأمم السابقة فقد كانت عوراتهم مكشوفة يرى بعضهم بعضا ففي الصحيحين عن أبي هُريرة قال : قال رسول الله ( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بعض .... ) ( مسألة مهمة )ليعلم الناس أن كشف العورة وإبانتها أو شيء منها بأي طريقة إنما بوحي الشيطان واستجابة له وعصيان للرحمن جل وعلا ، فلقد أخبرنا ربنا عز وجل بأن الشيطان يدفع ابن آدم ليكشف عورته ليفضحه ثم يتخلى عنه ىقول الله تعالى : فوسوس لهما الشيطان ليبدىَ لهما ما وُرىَ عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما ....... . وقال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) . يفتننكم الشيطان : يغرنكم بتزيين المعصية بترك اللباس الحسي الذي يستر عوراتهم أو ترك لباس التقوى . فقد خدع أبويكم بتزيين الأكل من الشجرة حتى عصوا ربهما فأخرجا من الجنة وبدت وظهرت لهما عورتاهما ينزع عنهما لباسهما : قيل هو نور جعله الله على عورتها فلا يرى كل واحد منهما عورة الآخر . - ومن دعا إلى نزع اللباس الحسي الساتر ، سواء بالموديلات أو ما يسمونه بالموضة أو أي حال لتنكشف العورات فإنه من إخوان الشيطان . يقول الله تعالى ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) وقبيله هم ذريته ومن شابهه في دعوته ووسوسته .