14 سبتمبر 2025
تسجيلالمجتمع: لماذا تقسو المرأة أكثر من الرجل عندما تُصبح في مواقع القرار؟! جواب: سؤال وجيه.. ما حاجتي أن أكون وزيرة وأضطر إلى إذن للسفر أو إلى عدم معارضة الزوج بشكل أدق؟ ألا يضطرني ذلك أن أدخل الدائرة الذكورية لأحافظ على موقعي وأنفذ مهامي؟ كل ذلك لأنك نصّبت نفسك أيها المجتمع أنت وقوانينك الوضعية مسؤولين عني وخزّنتما لدى الآخر مفهوماً في لاشعوره بأنني أقل مرتبة منه فكيف له الاقتناع بإدارة من لا يُدانيه؟ لذا تعنفت وقسوتُ.. نعم.. أكثر من الرجل حتى على بنات جنسي بدلاً من أن أُشيّع حولي مشاعر الرأفة والأمومة والإيثار وأقود بهذا التمثّل وهذا الرُقي الذي يتناسب مع طبيعتي الحقيقية التي سببت البقاء للنوع البشريّ ذكراً وأنثى.. هذا وعلى ندرة ما أصل إليه من مواقع لم تتدرب المرأة على الخروج من غيرتها. ما حاجتي إلى أن تُفتح لي بوابات الجامعات جميعاً وأدرس إلى جانب زميلي في القاعة والمخبر والمشفى والحقل والمعمل وربما أتفوق عليه أيضاً.. وبعد التخرج والتزوج عليّ أن أتحمّل عبئين معاً: البيت والعمل. فأضطر الى أن أُعلّق شهادتي في المطبخ وأعود إلى صندوق جدتي وليالي شهرزاد! إذا تمرّدتُ بعد الزواج أُصبح ناشزاً وقبل الزواج أُصبح عانساً وربما في بعض أقطارك تُجرجرني كشاةٍ الى بيت الطاعة.. وقد تُعطيني وصاية على أولادي من شأنها إذلال القطط الأليفة وأنا مخلوقة في أحسن تقويم. لا يفوتني هنا أن أشكرك على مِنّةٍ كبيرة غمرتني بها عندما أجزت لي طلب التفريق فوضعت بذلك قيوداً رهيبة على تعدد الزوجات، ما هذه العظمة يا أخي؟ غمرتنا بجميلك وحُسن تدبيرك.. من قال إنك لا تستلهم الدساتير التي تُقرّ بالعمل كحقٍ لي وواجب عليّ فأخوضه وأخبَرَه ويمنحني بُعداً لشخصيتي وكرامتي ونشاط وجودي وإعادة إنتاج ذاتي؟! ثم تأتي أنت وبحنكة المُتحكم الآمر لتُرجعني إلى «القُنّ»، وبطلب مني وربما باستقالة خطّية وذلك بعد أن تُضيق عليّ الأفق وتضعني أمام خيارين أحلاهما مرّ؟!