15 سبتمبر 2025
تسجيلاقترن شهر رمضان المبارك بسير عظمية، فله مكانة في التراث الاسلامي والعربي لا يعادلها شهر من الشهور وقد كانت لياليه الجميلة بخلاف انها مقام عبادة وتهجد وصلاة وقيام فهي ايضا ليالي مجالس العلم والأدب والحكم والسياسة فبرع فيها الشعراء والأدباء والحكماء والنوابغ في فنون القول والفلسلفة والمنطق وعلم الكلام.ومن جميل ما يروى من تلك الليالي ما قاله الطرطوشي وهو أحد فقهاء التابعين، أن العالم بأسره في سلطان الله عز وجل، كالبلد الواحد في سلطان الأرض. ولهذا قال رضي الله عنه "أمران جليلان لا يصلح أحدهما إلا بالتفرد ولا يصلح الآخر إلا بالمشاركة. وهما الملك والرأي فكما لا يستقيم الملك بالشركة لا يستقيم الرأي بالتفرد".وسأل حكيم فى ليلة رمضانية عن جناحي السعادة فقال التقوى جناح وحسن الحلق الجناح الاخر وبهاتين الخصلتين صلاح المعاش والمعاد.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أبا ذر رضي الله عنه حين قال له" اتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "وفي هذا قال الشاعر الباجي رحمه اللهاذا كنت أعلم علما يقينا............ بأن جميع حياتي كساعةفلم لا أكون ضنينا بها................ واجعلها في صلاح وطاعةومن جميل الحكايات ما أخرجه ابن المبارك عن الحسن قال: لزم رجل باب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلما خرج رآه بالباب فقال يوما: انطلق فاقرأ القرآن فإنه سيغنيك عن باب عمر. فانطلق الرجل فقرأ القرآن ففقده عمر، فجعل يطلبه، إذ رأه يوما فقال له يا فلان لقد فقدناك فما الذي حبسك عنا؟فقال له: يا أمير المؤمنين أمرتنى أن أقرأ القران فقرأته فأغناني عن باب عمر، فقال له: وما قرأت؟ قال " ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيت لا يحتسب " فقال عمر رضى الله عنه: فقه الرجل.ولأجل هذا قيل في هذا المعنى من تحقق بالتقوى هون الله عليه الإعراض عن الدنيا.مصداقا لقوله عز وجل " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"وعن النعمة قال أحدهم لأحد الملوك يسأله عن النعمة فأجابه ليست العبرة في النعمة وإنما العبرة في البركة فيها. وليست العبرة في البركة وحسب. إنما العبرة في العاقبة وهي الرضا.وأخيرا ما اسعدنا بشهر أيامه بركة ولياله خير ورحمة وأنس وونس بذكر الله واجتماعات خير ومحبة ومجالس ود وصلة رحم وزيارة مريض والسؤال عن مسكين ومحتاج وقضاء حوائج الناس وأقلها التبسم في وجه أخيك.فاللهم أدم علينا هذه الليالي المباركة والأيام الطاهرة النيرة وتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا واحفظ اللهم وطننا وأميرنا وشعبنا من كل مكروه وسوء إنك نعم المولى ونعم النصير.. وسلامتكم.