12 سبتمبر 2025

تسجيل

خوف السلف من السرائر

13 يوليو 2014

يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه: يأيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر فإني سمعت رسول الله يقول: والذي نفس محمد بيده ما أسرَّ أحد سريرةً إلا ألبسه الله رداءها علانيةً إن خيراً فخير وإن شراً فشر ثم قرأ الآية: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) والسرائر إما خاتمة حسنة وإما سيئة: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع الآن عليكم رجل منأهل الجنة.فطلع رجل من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم فتبعه عبد الله بن عمرو فقال إني لاحيت أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت.قال: نعم. قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوممن الليل أنه إذا تعار تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى لصلاة الفجر. قال عبدالله أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث المرات فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك عملت كبيرَ عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ما هو إلا ما رأيت فلما وليتُ دعاني فقال: ما هو إلا ما أني لا أجد في نفسي لأحد منالمسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله هذه التي بلغت بك. وقال في آخره فقال سعد ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم أو كلمة نحوها. وفي رواية: فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا تطيق. والإنسان إما مكافأُ على ما يخيفه إذا كان المخفي طيباً وإما أن يُعذب عليه إذا كان ما يخفي خبيثاً يقول عبدالعزيز بن أبي رواد: حضرت الوفاة لرجل مدمن للخمر فقيل له: قل لا إله إلا الله. فقال: اشرب واسقني فمات عليها ولما سأل عبدالعزيز عنه قالوا: مدمن خمر.