03 نوفمبر 2025
تسجيلكم هي كبيرة معاناة أهلنا في الشام !!، سواء من كان منهم في خارج الوطن أو في داخله، إن قلم البليغ ولسان الفصيح وبيان الأديب، ليعجزون كلهم أجمعون، عن وصف شدتها وفداحتها والتعبير عن قسوتها وفظاعتها. إن أعداد النازحين عن مدنهم وقراهم، التي عاثت فيها آلة الحرب فساداً، بأيدي الظالمين الغاشمين ومن معهم من الطائفيين الحاقدين، في زيادة مطردة، يلجؤون إلى الدول المجاورة، مستغيثين ، مستنجدين، ربما يجدون فيها مخيمات لإيوائهم، التي باتت تعج بمن فيها، ولا توفر لهم أقل الأسباب المعينة على المعيشة الكريمة، فكيف بها تستقبل أعداداً غيرهم، تقطعت بهم الأسباب، وسدت في وجوههم السبل، خرجوا من ديارهم، فارين بأرواحهم، لا تملك أيديهم سوى ثيابٍ على أجسادهم مغبرة ممزقة . والذي يزيد من إيلام جراحهم، ومن وطأة بلاياهم، أنهم لا يجدون من يمد لهم يد العون، ولا من يعزيهم في خطبهم الجلل، فينفس كربتهم، ويفرج همهم، ويخفف نكبتهم، بما يغني ويجدي في سد خلتهم وعوزهم، فتلك المخيمات والملاجئ، التي استقبلتهم – بعضهم لايزال في العراء -، لا كالمخيمات ولا كالملاجئ، إذ لا توفر لهم في معظمها أقل أساسيات الحياة السوية، لا يصلح فيها المأوى والمطعم والمشرب والخلاء، يصدق فيها المثل القائل كالمستجير من الرمضاء بالنار. إن جرح المصيبة كبير، كل يوم هو في اتساع، وتصرف المسلمين فيه دون طول الذراع، وها نحن في شهر رمضان المبارك، فإن كانت إغاثتهم وإسعافهم، في سائر العام واجبة ، فهي في رمضان أوجب، وإن كان الجهاد بالأموال في غيره من الشهور عظيم، فهو فيه أعظم، إلى من نكلهم أيها المسلمون؟!، إلى الغرب بجمعياته ومنظماته، المتشدقة بحقوق الإنسانية والحرية، التي لم ينبض لها عرق، ولم يتحرك فيها ساكن، إزاء ما يحدث في سوريا، وما يكابده السوريون اللاجئون، إن ما يحدث لشعب سوريا ليس اختباراً وابتلاءً لهم فحسب، بل هو أيضاً اختبار وابتلاء لنا في أخلاقنا وضمائرنا، وكما قد قيل، أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، وكما جاء في الأثر، أن المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، وأن مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فما بالنا، لا نتألم لألمهم، ولا نتوجع لوجعهم، هل ماتت أحاسيسنا، فانعدمت مشاعرنا؟!، أم استولت عليها الأثرة، وحب الذات، فلم تعد تعبأ بشقاوة ومعاناة الغير، ولا تكترث بأحزانهم وآلامهم، إلى الله المشتكى والمنتهى . وللحوادث سلوان يسهلها وما لما حل بالإسلام سلوان لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان لكنّ أملنا ورجاءنا بالله العظيم عظيمُ، وبإذن الله لا يخيب، (سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا) و (ألا إن نصر الله قريب ) . اللهم كن لعبادك المستضعفين، وأهلك الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين، واشف صدور عبادك المؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم، يا قوي يا متين، اللهم آمين .