18 سبتمبر 2025
تسجيل* واليوم نقف عند قصيدة الأخطل الكبير التي مدح فيها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان: خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ إِلى اِمرِئٍ لا تُعَرّينا نَوافِلُهُ أَظفَرَهُ اللَهُ فَليَهنأ لَهُ الظَفَرُ الخائِضِ الغَمرَ وَالمَيمونِ طائِرُهُ خَليفَةِ اللَهِ يُستَسقى بِهِ المَطَرُ وَالهَمُّ بَعدَ نَجِيِّ النَفسِ يَبعَثُهُ بِالحَزمِ وَالأَصمَعانِ القَلبُ وَالحَذَرُ وَالمُستَمِرُّ بِهِ أَمرُ الجَميعِ فَما يَغتَرُّهُ بَعدَ تَوكيدٍ لَهُ غَرَرُ وَما الفُراتُ إِذا جاشَت حَوالِبُهُ في حافَتَيهِ وَفي أَوساطِهِ العُشَرُ وَزعزَعَتهُ رِياحُ الصَيفِ وَاِضطَرَبَت فَوقَ الجَآجِئِ مِن آذِيِّهِ غُدُرُ مُسحَنفِراً مِن جِبالِ الرومِ تَستُرُهُ مِنها أَكافيفُ فيها دونَهُ زُوَرُ يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ حينَ تَسأَلُهُ وَلا بِأَجهَرَ مِنهُ حينَ يُجتَهَرُ وَلَم يَزَل بِكَ واشيهِم وَمَكرُهُمُ حَتّى أَشاطوا بِغَيبٍ لَحمَ مَن يَسَروا فَمَن يَكُن طاوِياً عَنّا نَصيحَتَهُ وَفي يَدَيهِ بِدُنيا غَيرِنا حَصَرُ فَهوَ فِداءُ أَميرِ المُؤمِنينَ إِذا أَبدى النَواجِذَ يَومٌ باسِلٌ ذَكَرُ مُفتَرِشٌ كَاِفتِراشِ اللَيثِ كَلكَلَهُ لِوَقعَةٍ كائِنٍ فيها لَهُ جَزَرُ مُقَدِّمٌ مائتَي أَلفٍ لِمَنزِلَةٍ ما إِن رَأى مِثلَهُم جِنٌّ وَلا بَشَرُ يَغشى القَناطِرَ يَبنيها وَيَهدِمُها مُسَوِّمٌ فَوقَهُ الراياتُ وَالقَتَرُ حَتّى تَكونَ لَهُم بِالطَفِّ مَلحَمَةٌ وَبِالثَوِيَّةِ لَم يُنبَض بِها وَتَرُ وَتَستَبينَ لأقوامٍ ضَلالَتُهُم وَيَستَقيمَ الَّذي في خَدِّهِ صَعَرُ وَالمُستَقِلُّ بِأَثقالِ العِراقِ وَقَد كانَت لَهُ نِعمَةٌ فيهِم وَمُدَّخَرُ في نَبعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعصِبونَ بِها ما إِن يُوازى بِأَعلى نَبتِها الشَجَرُ تَعلو الهِضابَ وَحَلّوا في أَرومَتِها أَهلُ الرِباءِ وَأَهلُ الفَخرِ إِن فَخَروا حُشدٌ عَلى الحَقِّ عَيّافو الخَنا أُنُفٌ إِذا أَلَمَّت بِهِم مَكروهَةٌ صَبَروا * وهذا الشاعر ابن سناء الملك يمدح ويبارك لصلاح الدين الأيوبي بانتصاره يوم حطين على الإفرنج عام (583 هجرية الموافق 1187 ميلادية): لستُ أَدري بأَيِّ فتحٍ تُهنَّا يا مُنيلَ الإِسلام ما قد تمنَّى أَنُهنِّيك إِذ تملكتَ شاماً أَم نهنّيك إِذ تملكت عَدْنا قد ملكتَ الجِنان قُطْراً فَقُطْراً إِذ فتحتَ الشآمَ حِصناً فحِصْنا إِنّ دِينَ الإِسلام مَنَّ على الخلق وأَنتَ الذي على الدِّين منَّا لك مدحٌ فوق السماوات يُنشا ومحلٌّ فوق الأَسِنَّة يُبنى كم تأَنَّى النصرُ العزيز عن الشام ولما نهضتَ لم يتأَنَّا قمتَ في ظُلمةِ الكريهة كالبدر سَناء والبدرُ يطلعُ وَهْنَا لم تقفْ قطُّ في المعارِك إِلاَّ كنت يا يوسفُ كيوسفَ حُسْنا تجْتَني النَّصْر من ظُباكَ كأَنَّ العََضْبَ قد صحَّفوه أَو صَار غُصنا قصدَتْ نحوك الأَعادي فردّ الله ما أَمَّلُوه عنك وعنَّا حملوا كالجبال عِظْماً ولكن جعلَتْها حَمْلاَتُ خيلك عِهْنَا جمعوا كيدَهم وجاءُوك أَركاناً فمن هدَّ فارساً هدَّ رُكنا لم تُلاقِ الجيوشَ منهم ولكنَّكَ لاقيتَهُم جبالاًً ومُدْنا كُلُّ من يَجْعَل الحديدَ له ثَوْباً وتَاجاً وطَيْلسَاناً ورُدْنا خانهم ذلك السلاحُ فلا الرُّمح يغنِّي ولا المهنَّدُ طنَّا وتولَّت تلك الخيولُ ولم يُثْنَ عليها بأَنَّها ليس تُثنى وتصيَّدتَهم بحلقةِ صيدٍ تجمعُ الليثَ والغزال الأَغَنَّا وجَرَتْ مِنْهُم الدِّماءُ بِحارا فجَرَتْ فوْقَها الجزائُر سُفنا صنِّعت فيهم وليمة عُرْس رقَصَ المَشرَفِيُّ فيها وغنَّى ظلَّ معبودُهم لديك أَسيراً مُسْتَضَاماً فاجعل له النارَ سِجْنا صلبوا ربّهم فلم يُغن عنهم من يُرى بعد صلبه قَطُّ أَغْنَى؟ وحوى الأَسْرُ كُلَّ مَلْك يظن الدّهرَ يَفْنى وملكُه ليس يفنى ظَن ظنَّاً وكُنْتَ أَصْدقَ في الله يَقيناً وكان أَكذَبَ ظَنَّا كم تمنى اللقاء حتى رآه فتمنى لو أنه ما تمنى رقَّ من رحمةٍ له القيدُ والغُلّ عليه فكلّما أَنَّ أَنَّا واللَّعين الإِبْرَنْس أَصبح مذبوح يمين لم تعْدِم الدين يُمنا أَنت ذكِّيْتَه فوفَّيتَ نذراً كنت قدَّمته فجوزيتَ حُسْنا وتهادَتْ عرائِسُ المدْنِ تُجْلَى وثِمَارُ الآمال فيهنَّ تُجْنى لا تُخصُّ الشآمُ منك التَّهاني كلُّ صُقع وكُلُّ قُطْرٍ يُهنَّا قد ملكْت البلادَ شرقاً وغرْباً وحويت الآفاق سهلاً وحَزْنا واغْتدى الوصفَ في عُلاك حسيراً أَيُّ لفظٍ يُقال أَو أَيُّ مَعْنى وسلامتكم...