15 سبتمبر 2025

تسجيل

خرفان!

13 يوليو 2011

حينما قيل لي إنني سأرى مثل هؤلاء قلت لا يمكن!.. وحينما أكدوا لي بأنني حتماً سألمحهم في بعض المجمعات التجارية قلت مستحيل!. ويبدو أن المستحيل لا مستحيل أمامه ليتمثل لي واقعاً أثار في نفسي اشمئزازاً وقرفاً!.. يقفون مثل البلهاء لا هم لهم سوى مراقبة الفتيات.. يجلسون على المقاهي ويمارسون نفس الهواية!.. عفواً يبدو إنني حتى الآن لم أكشف عن هوية من أتحدث عنهم اليوم.. هم ببساطة من تعدوا (السن القانونية) للمغازلة والمراهقة ويسمون (المتصابين)، أو المختلين عقلياً كما أحاول أن أشبع ذاتي بهذه التسمية!.. يحيلون بياض الثلج في رؤوسهم إلى سواد الليل فيبدون مسوخاً يدعو الناظر إليهم بالرحمة والهداية وحسن الخاتمة!.. ففي الحكايات التي تتناولها المنتديات هذه الأيام ظاهرة (تصابي) من تعدوا الخمسين عاماً وملاحقتهم للفتيات ممن يمكن لواحدة منهن أن تعيد له شبابه وترى هي فيه (خروفاً) لا تسوقه إلى مسالخ الذبح وإنما لدفع ما تقع عيناها عليه من شنط ومجوهرات وإكسسوارات ولمَ لا وهو يبدو بنكاً متنقلاً جاهزاً لمن تملك الشفرة السرية للسحب!.. هذا هو حال بعض (شيابنا) هداهم الله ممن يبحث اليوم عن (إكسير الشباب) الزائف في الوقت الذي يجب أن نراهم فيه القدوة لنا التي نفتخر بوجودها في بيوتنا ومجالسنا ومساجدنا (وجمعاتنا) فهم ببساطة بركة البيت والعائلة.. لكن اليوم وعلى المشاهد التي أثبتت أقوال من حولي فقد صار بعض هؤلاء بحاجة إلى مصحة عقلية تعيد لهم ما فقدوه من هيبة الكبار ووقار الشيب واحترام العمر.. فقد باتوا للأسف (خرفاناً) ترى فيهم الفتيات خزائن مالية مفتوحة مادمن يرين من يمكنهم أن يقضوا لهن احتياجات (الشوبينج) الباهظة لقاء كلمات معسولة ربما وربما أكثر من ذلك بحسب احتياجات (الخروف) هو الآخر!.. بربكم هل هذه حالة؟!..فهل تنقصنا هذه الأشكال بعد أشكال من استأنث من الرجال واسترجل من الإناث والمتبرجات ومن تعرت وهي ترى نفسها كاسية ومن يعتدي على حرمة الفتيات بكل قلة أدب وما إلى هذه الأشكال التي باتت بيننا ونحن نرى ونسكت باعتبار أن ذلك أصبح (طبيعياً) لدينا للأسف؟!.. هل يضاف هذا الشكل الجديد إلى مفهوم الحرية الشخصية التي باتت عذر كل هؤلاء حينما ينصحهم أحد أو يقوم بتأنيبهم؟!.. اللهم إنا نسألك العفو والعافية إن كان الذي يحدث أمامنا مع منكراته وفظائعه وكبائره نراه حرية شخصية وتحضرا وتطورا وشيء (مودرن) لا يرقى له عقلي (المتخلف) في استيعابه أو تقبله؟!.. مَن الرادع وماذا يمكن أن يكون هذا الرادع الذي لم نره حتى هذه اللحظة في وقف هذا المد الانحلالي والوبال الذي يربو في عضد هذا المجتمع الذي للأسف ينسلخ من حفاظه على التزام الدين وروح العادات والتقاليد شيئاً فشيئاً حتى بات الأمر مخيفاً والله؟!.. فنحن للأسف نرى الرقي في المظهر بينما رقي المخبر لا يهتم له الكثيرون باعتبار أنه يستمد رقيه من الدين ومن عليه أن يتفكر بالدين اليوم بصراحة؟!.. من عليه أن يقوِّم السلوكيات إن كان كل هذه الانحرافات أمام الجميع ولا يفكر أحدهم أن يسأل الشاب القطري في سيارته ماذا تفعل هذه الشقراء العارية بجانبك أو خلفك على الدراجة النارية؟!.. أين نحن من سؤال الله يوم القيامة إن كان خطباء المساجد لا يلفتون الأنظار لمثل هذه الظواهر المسرطنة والمهدمة لقيم المجتمع ولا ينتقدونها ويطلبون لها حلولاً وعقوبات رادعة؟!.. فهذي هي مشكلتنا إن ما نستورده حضارة وما تعايشناه في ديننا عادة.. ومن يحب منا أن يظل على عاداته؟!.. اللهم ابقني على عاداتي فلا أرى نفسي بحاجة لأي شكل من أشكال الحضارة.. كيفي! فاصلة أخيرة: اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً مستقراً يفخر (بعاداته) كلما تساقطت حوله المجتمعات تدعي حضارتها!