شيخة الكبيسي

قطر ولله الحمد تزخر بأبنائها وبناتها اصحاب المبادرات الرائعة. سأركز اليوم على مبادرة جميلة جدا وقد تناولها الاعلام كثيرا وتبناها مركز احسان مشكورا، الا وهي مبادرة صناديق الابداع وهدفي من هذا المقال هو التركيز على اصحاب المبادرات وتشجيعهم والاخذ بيدهم ليكونوا قدوة لغيرهم وخاصة ممن يهتم بالعمل الانساني والاجتماعي في قطر. المبادرة التي تبناها احسان صناديق الابداع للسيدة الفاضلة شيخة الكبيسي وهي سيدة اعمال تهتم بالعمل الاجتماعي والانساني ومبادرتها الجميلة جاءت لاحساسها بقيمة المشاركة المجتمعية وكذلك ليقينها التام وايمانها بأن كبار السن بحاجة لمن يقف معهم في كل وقت وهي تعلم بقدرتهم على العطاء. لقد فكرت شيخة بصناديق الابداع في ظل جائحة كورونا وانعزال المجتمع على نفسه ولأنها ذات احساس مرهف وشعور نبيل وتحمل بداخلها قلبا كبيرا يشعر بمعاناة الاخرين وفي ذاتها رحمة من رب العالمين وتفكر في غيرها اكثر من نفسها، ارادت ان تبعد عنهم الرتابة والملل والضغط النفسي او أن يستسلموا للتفكير بكورونا وما يصاحبها من أعراض وهواجس. اطلقت العنان لفكرة صناديق الابداع في جزئها الاول والتي تقوم على إهداء الأمهات المشاركات صناديق تحتوي على أدوات لحرف يدوية بسيطة يستطعن من خلالها عمل منتجات يمكن الاستفادة منها كما تحتوي الصناديق على فيديو تعليمي يشرح للمشاركات آلية استخدام الأدوات الموجودة في الصندوق. مثل هذا العمل يساعد كبيرة السن في تنمية مهاراتها وإبراز هواياتها واشغال نفسها بعمل تقوم به لمدة شهرين تقريبا وهي فرصة لصلة الرحم من اقاربها بالعمل الجماعي والمساعدة والتطوير معها. وسيقوم مركز إحسان بعرض تلك المنتجات وتسويقها. وتصل تلك الصناديق الى كبيرة السن مع كامل الاحتياطات الطبية وبسرعة كبير عن طريق تطبيق طلبات. ما قامت به شيخة الكبيسي جدير بالاشادة وكلي يقين بأن لديها الاستعداد للصرف على تلك المبادرة الرائعة أو غيرها بشكل شخصي ولكن مركز احسان مشكور تبناها واظهرها للوجود. أعتقد في مخيلة شيخة العديد من الافكار التي تستحق الاشادة وهي على استعداد ان تقدم مبادرات مختلفة لذوي الإعاقة او غيرهم ممن يعيشون على هذه الأرض الطيبة وهي لا تفرق بين مواطن ومقيم فحبها للجميع نابع من احساسها بالعمل الوطني الذي يسعد الضعفاء ويحافظ على خلق مجتمع واع وصحي وسليم. في قطر الكثير من المبدعين والمبدعات نحتاج ان نبرزهم ونعطيهم الفرصة ونشجعهم ونفتح المجالات المختلفة لهم لكي ترى ابداعاتهم النور. لقد اثبتت شيخة الكبيسي أنها الانسانة التي تشعر بمعاناة الاخرين وأن طريق الابداع لا ينتهي ونتمنى الاستمرار والتدفق المعرفي منها لمزيد من الافكار البناءة في مجتمعنا. شكرًا شيخة الكبيسي وشكرًا لكل المبدعين في قطر. Ahmed [email protected]