14 سبتمبر 2025
تسجيلقبل خمسين سنة مضت، كان مفهوم العولمة لم يطل برأسه بعد، وكانت المنافسة تتطلب مهارات محلية فقط لتجاري التنافس بين المستثمرين في نطاقهم الجغرافي المحدود، حيث كان الدخول في أسواق عالمية من الصعوبة بمكان نظرا للقيود التي كانت تفرضها الدول على الاستثمار الأجنبي في بلدانها. لم يعد المشهد الآن كما هو عليه في السابق، وظهر مولود العولمة للنور وأصبح من القوة بحيث فرض سطوته على الجميع ولابد من المواجهة. وحيث إن المنافسة العالمية أمر لا مناص منه وواقع محتم، وجب على المستثمر الناجح معرفة قوانين اللعبة وممارستها بذكاء. فاختيار الإستراتيجية الصحيحة للاستثمار خارج النطاق الجغرافي المحلي هي أول خطوة نحو العالمية. هناك عدة إستراتيجيات يستطيع المستثمر من خلالها اختيار الأنسب له التي تتفق مع طبيعة عمله وتساعدها من التفوق عالميا ومجارات العمالقة. سيتم شرح كل منها بإيجاز لتساعد المستثمر على سبر عوالم التجارة العالمية بكل احترافية، وهي كالتالي: إستراتيجية التقييس العالمية: حيث يكون المنتج ذات مواصفات واحدة تباع في جميع الأسواق فلا مجال للتخصيص هنا ، فالضغط على تقليل السعر هو سيد الموقف ، ويستطيع المستثمر من جني الأرباح عن طريق زيادة الإنتاجية واختيار المكان الأمثل للتصنيع مما يضمن للمستثمر إنتاجا جيدا وبأقل الأسعار، التي تعرف بالمكان الاقتصادي، فعلى سبيل المثال أن يقوم المستثمر الذي يحتاج إلى أيدي عاملة بأعداد كبيرة بإنشاء مصنعه في دولة تتمتع بتوافر عمالة كبيرة وذات أجور منخفضة. الإستراتيجية المحلية: هي قائمة على جني الأرباح من خلال بيع منتج يلبي الذوق المحلي ويكون ضغط السعر خفيفا وغير ملموس نظرا للقوى الشرائية لتلك السوق، هنا يجب على المستثمر أن يولي أهمية لرغبات واحتياجات المستهلك المحلي في تلك السوق حتى يستطيع أن يجذب المستهلك من أول جولة ويضاعف أرباحه العالمية. إستراتيجية عابرة للحدود: وهي من أصعب الإستراتيجيات تطبيقا على أرض الواقع، حيث انها تأتي نتيجة الاستجابة لضغوط تقليل سعر المنتج وتلبية الذوق المحلي للمستهلك في نفس الوقت، ويجب أن يوضع في الحسبان بأن كلما زاد الضغط على تخصيص المنتج ليتناسب مع الذوق المحلي يعني ذلك زيادة في النفقات، وللموازنة بين هذين المتطلبين يجب اختيار المكان الاقتصادي الذي يتيح للمستثمر الإنتاج والتخصيص في نفس الوقت بأقل تكلفة ممكنة. ومن العوامل المساعدة أيضا هي تبادل الخبرات العاملة في الأفرع المختلفة حول العالم للمساعدة على الاستجابة لتلك الضغوط. الإستراتيجية الدولية: وتقوم على تركيز الانشطة المتعلقة بتطوير المنتج في البلد الأم وتوزيع الأنشطة الأخرى كالتصنيع والتسويق في الدول الرئيسية أو النطاق الجغرافي المعين بحيث يغطي سلسلة الأسواق التي تعمل بها الشركة. هذه الإستراتيجية تكون ناجحة عندما يكون المنتج مطلوبا عالميا بغض النظر عن الضغوط القادمة من تقليل السعر أو الاستجابة للذوق المحلي، مثال على ذلك مجال تصنيع الهواتف النقالة والماركات العالمية. مهما اختلفت الإستراتيجيات سيجد المستثمر في زمن العولمة نفسه دائما أمام ضغوط تغيير وتبديل الإستراتيجية بحسب متطلبات السوق والظروف الاقتصادية، لتكن لاعبا عالميا وتعلم الاحترافية لضمان النجاح عالميا.