14 سبتمبر 2025

تسجيل

طهر صيامك

13 يونيو 2018

لقد شُرعَت زكاة الفطر طُهرة للصائم وطعمة للمسكين، فزكاة الفطر صدقة تجب بالفطر في رمضان، وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها. وهي واجبة على كل مسلم ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، بالسنة والإجماع. فعـن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ». (والمراد هنا صلاة العيد). وعنه أيضا: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنَ الْمُسْلِمِينَ». وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ». مسميات زكاة الفطر لها أسماء عدة منها: صدقة الفطر، وزكاة الفطر، وزكاة الصوم، وصدقة رمضان، وبكل هذه الأسماء وردت نصوص شرعية. الحكمة من مشروعيتها: شُرعت زكاة الفطر لحكمة بالغة، وغاية نبيلة ولتحقيق مقاصد دينية وتربوية واجتماعية، ومن ذلك أنها: •    طُهرة للصائم؛ فقد يقع الصائم في شهر رمضان ببعض المخالفات التي تخدش كمال الصوم من لغو ورفث وصخب وسباب ونظر محرم، فشرع الله عز وجل هذه الصدقة لكي تصلح له ذلك الخلل الذي حصل فيه". فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ. وبذلك يكون صياما تام الأجر ويفرح به المسلم فرحا تاما يوم القيامة. •    تجبر نقصان الصوم، فعَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ رحمه الله قَالَ: "زَكَاةُ الْفِطْرِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ كَسَجْدَتِي السَّهْوِ لِلصَّلاةِ، تَجْبُرُ نُقْصَانَ الصَّوْمِ كَمَا يَجْبُرُ السُّجُودُ نُقْصَانَ الصَّلاةِ". وهي أيضا تكميـل للأجر وتنمية للعمل الصالح. •    إظهار شكر الله تعالى على نِعَمه، وعلى توفيقه بإتمام صيام شهر رمضان وما يسر من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة. •    إطعام للمساكين والمحتاجين أيـام العيد، وبذلك تعُـم الفرحة في يوم العيد لكل الناس حتى لا يبقى أحد في هذا اليوم محتاجا إلى القوت والطعام، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ»، وفي رواية: «اغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ». ومعنى ذلك إغنـاء الفقير يوم العيد عن المسألة. لذلك أجاز العلماء إخراجَها قبل يوم العيد بيومين أو ثلاثة، قال الإمام البغوي: والسُّـنة أن تخرج صدقة الفطر يوم العيد قبل الخروج إلى المصلى، ولو عجَّـلها بعد دخول شهر رمضان قبل يوم الفطر يجوز، وكان ابن عمر يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تُجمَع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة. •    تزكيةٌ للنفس وتطهيرٌ لـها من داء الشح والبخل. •    زكاةٌ للنفوس والأبدان: تُـعد صدقةُ الفطر زكاةً عن الأبدان والنفوس وقربةً لله عز وجل عن نفس المسلم، أو زكاةً لبدنه، وبعبارة أخرى تُعبِّر عن شكر العبد لله عز وجل على نعمة الحياة والصحة التي أنعم الله عز وجل بها على عبده المسلم. لذلك شُرعت على الكل بما فيهم الصغير والعبد والصائم والمفطر سواء أكان مفطرًا بسبب شرعي أم غير شرعي. •    مواساةٌ للفقراء والمساكين، وإغناء لهم من ذُل الحاجة والسؤال يوم العيد. •    إشاعةُ المحبة والمودة بين فئات المجتمع المسلم. سبـبُ الفـوز عند الله تعالى: فقد قيل هي المقصودة بقوله تعالى في سورة الأعْلَى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. ورُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ قَالا: أي؛ أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرِ ثُمَّ خَرَجَ إلَى الصَّلاةِ). (يقصد صلاة العيد). أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام والصلوات والصدقات ويجعلنا من المرحومين في شهره الكريم.