16 سبتمبر 2025
تسجيلأوصانا حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بإن نفطر على التمر، فإن لم نجد فلنفطر على الماء. ويستحب لنا بعد ذلك ان نصلي المغرب، بعدها يمكننا ان نتناول وجبة الإفطار، ولكن لماذا علينا ان نتريث قليلا بعد الإفطار على التمر او الماء او الاثنين معا؟.. طيلة نهار الصائم يكون الجهاز الهضمي في حالة من الراحة، فلا يصح ـ من الناحية الطبية ـ أن تفاجئه بكم هائل من الطعام دفعة واحدة، بالضبط مثل النائم لا يصح له ان يستيقظ فجأة بأقصى سرعة له. إذن تأتي صلاة المغرب بعد الإفطار على التمر والماء، كفرصة للتدرج في تحويل الجهاز الهضمي من حالة راحة استمرت ربما اكثر من خمس عشرة ساعة، إلى حالة العمل. علاوة على ذلك فالصلاة على وقتها أمر مستحب، وفيه ثواب من الله تعالى عظيم. والسؤال الثاني الذي قد يتبادر إلى اذهاننا: ولكن لماذا علينا ان نفطر على التمر تحديداً، لماذا اختاره صلى الله عليه وسلم ليكون أول غذاء يطرق معدتنا الخاوية؟ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور" رواه ابو داود والترمذي. وعن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حَسَا حَسَوَات من ماء" (حسا: أي شرب)، ويعلق د. احمد هاشم على هذين الحديثين السابقين بقوله: "إن وراء هذا الهدى النبوي حكمة رائعة، وهديا طبياً وصحيا عظيماً، فقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه المأكولات دون غيرها، لأن أهم شيء يجب تزويد الصائم به حال فطره هو طاقة جديدة، تعوض ما فقده نهار صومه، وأسرع شيء يمكن امتصاصه وذهابه إلى الدم هو المواد السكرية والنشوية، وبخاصة تلك التي تحتوي على سكر أحادي (جلوكوز) أو ثنائي (سكروز).. ويحتوي الجزء المأكول من التمر على 87% من الوزن، وبه مواد سكرية حوالي 73% من وزن الجزء المأكول، 22% بروتينات، 6% دهون، وحوالي 22% ماء، فتناول الرطب او التمر يزود الجسم بمادة سكرية بكمية كبيرة، فضلا عن السرعة في التزويد، لأن المعدةَ والأمعاء خالية، ومستعدة للعمل والامتصاص السريع، وبخاصة في وجود نسبة الماء العالية في الرطب" (من كتابه رمضان والطب: عن كتاب "الأسودان التمر والماء" د. حسان شمس ص 62)، ويقول أ. محيي الدين عبدالحميد في كتابه عالج نفسك بالصيام، وعلى لسان د. أنور المفتي: — "وجود الألياف السليولوزية بنسبة عالية في تركيب الرطب والتمر له مزايا تفيد الصائم، فهذه الألياف تعمل كإسفنجة تمتص الماء داخل الأمعاء، مما يؤدي إلى إحداث تليين طبيعي، وبذلك يتلافى الصائم حدوث الإمساك، وبالتالي تجنب أي متاعب صحية في صورة اضطراب الهضم أو البواسير". إذن فمن أراد إفطاراً صحياً وراحة لجهازه الهضمي، فليتبع سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.