19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العملية البطولية التي وقعت في تل أبيب ونفذها شابان فلسطينيان من الخليل وأدت إلى مقتل ٤ صهاينة وإصابة ٩ وُصِفت جراح بعضهم بالخطيرة.هذه العملية التي جاءت بعد ما يشبه الركود في العمليات الفدائية، واعتقد الصهاينة بأنهم استطاعوا القضاء على الانتفاضة الفلسطينية، وأعلن بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنها قد ماتت.جاءت هذه العملية الشجاعة لتبعث رسالة قوية لكل من يعتقد بأنه يمكن القضاء على الإسلام أو إطفاء جذوة ناره، أو إخماد روح الجهاد في قلوب أبنائه.لقد مر تاريخ الأمة الإسلامية منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا بصعود وانحدار في منحنى القوة والضعف، صعود يجعل أحد خلفاء المسلمين وهو هارون الرشيد يُحدّث سحابةً رآها في سماء بغداد فيقول: "أمطري حيث شئت فإن خراجك سيأتيني".وانحدار إلى درجة يحتل التتار نفس العاصمة "بغداد" ويقتلوا الخليفة ويلقوا كتب العلم في الفرات حتى تغير لونه إلى السواد.في عهد النبي عليه الصلاة والسلام عاش المسلمون مواقف صعبة اعتقد معها المشركون أنهم سيقضون على الإسلام كما حصل بعد غزوة أحد، وكذلك حصارهم للمدينة في غزوة الخندق حتى وصف الله تعالى حال المسلمين بقوله {وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بـالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزُلزلوا زلزالا شديد}.ثم تنتهي الغزوة بانتصار المسلمين وعودة الأحزاب خائبين دون أن يحققوا مقاصدهم، ليقول النبي عليه الصلاة والسلام بعدها: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا".ولو تأملنا حال المسلمين بعد غزو التتار لبلادهم، كيف تغير الحال حيث دخل التتار إلى الإسلام، واجتمعت كلمة المسلمين ولم يمض قرن من الزمن حتى دق المسلمون أسوار "فيينا" عاصمة النمسا ووصلوا إلى الأندلس وإلى جنوب فرنسا.لقد احتل الصليبيون بيت المقدس ٨٨ عاما ثم جاء صلاح الدين فحرره من قبضة الصليب.ورأينا الفتوحات العثمانية والتي استطاعت إسقاط "القسطنطينية" -إسطنبول حاليا- وهي عاصمة الامبراطورية الرومانية في الشرق.وتمت لهم الفتوحات الكبرى في أوروبا، وما تزال بعض آثارها موجودة إلى الآن في بلاد الأندلس.ثم أصاب الأمة انحدار خطير بلغ ذروته بإعلان إسقاط الخلافة العثمانية عام ١٩٢٤ على يد أتاتورك، عميل الغرب.ثم رأينا تركيا بالذات تصحو من جديد ليتولى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومقاعد الحكومة شخصيات تنتمي إلى حزب "العدالة والتنمية" ذي المرجعية الإسلامية.ولو عدنا إلى فلسطين والقدس، فلقد مرت القضية الفلسطينية بمنحنى الصعود والهبوط، وكانت من معالم الصعود الانتفاضة الأولى والثانية، وانتقال المقاومة من رمي الحجارة إلى إطلاق الصواريخ، وأسر الجنود.ومن معالم الهبوط والنزول اتفاقيات الخنوع والاستلام.لكن الحقيقة التي لا بد أن يفقهها الجميع أن قضية فلسطين لن تموت بإذن الله، مادام هناك أحرار يؤمنون بعدالة هذه القضية، ويعرفون ما لهذه الأرض من قدسية، وهي البلاد التي باركها الله وما حولها، وهي مهبط الأنبياء، ومسرى رسولنا عليه الصلاة والسلام.وبيت المقدس هو أولى القبلتين، وثالث مسجد تُشد له الرحال، فكيف سينساه المسلمون أو يتخلوا عنه؟أود أن أختم المقال بنقل عبارة قالها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في إحدى خطبه وهي ملخص لكل ما طرحناه في هذه المقالة حيث يقول: "الذي أدريه جيدا أنه ما بقيت الحياة فسيبقى الإسلام، وأنه ما بقيت الشمس تطلع وتغرب فإن الإسلام يتجدد ولا يتبدد، وقد تمرض أمته ولكنها لا تموت، وعندما يظن أعداؤها أن جثتها أوشكت أن تدفن، بدأ فجر جديد لها يحيّر الأعداء، ويجعلهم ينسحبون من حيث أقدموا، ويتقهقرون من حيث تقدموا".