13 سبتمبر 2025

تسجيل

مُلهمات الشعراء (2-8)

13 يونيو 2015

* إذا ذكرنا النساء ملهمات الشعراء، فلابد أن نعرج ونقف عند عبلة بنت مالك ملهمة الفارس والشاعر عنترة بن شداد العبسي الذي يكنى بأبي الـمُغََلَِّس لغاراته في الغلس، وقد ولد عنترة في نجد سنة 525م، وقصته في حب ابنة عمه عبلة مشهورة في الأدب العربي لدرجة أن البعض خلطها بالأساطير والخيال.. ومما قاله عنترة يصف حبه لعبلة بعد أن رفض والدها تزويجه إياها:خَليليَّ أَمسَى حُبُّ عَبلةَ قاتليوبأسي شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُحَرامٌ عليَّ النوم يا ابنةَ مالِكٍومن فَرْشُهُ جَمْرُ الغَضَا كيفَ يَرْقُدُسأَندبُ حتى يعلمَ الطَّيرُ أَنَّنيحَزينٌ ويرثي لي الحَمَامُ الـمُغَرَّدُوأَلْثُمُ أَرضاً أَنتِ فيها مُقيمةٌلَعَلَّ لَهيبي من ثَرَى الأرضِ يَبْرُدُرَحَلْتِ وقلبي يا ابنةَ العَمِّ تائِهٌعلى أثرِ الأَظعانِ للركبِ ينشدُلئن يَشْمَتِ الأَعداءُ يا بنتَ مالِكٍفإنَّ ودادي مثلما كانَ يُعْهَدُ* وذات يوم اشتد به الشوق إلى محبوبته عبلة، فأنشد قائلاً في وصفها:أَشارَتْ إليها الشمسُ عند غُرُوبهاتَقولُ إذا اسْوَدَّ الدُّجَى فاطْلُعي بَعديوقال لها البدرُ المنيرُ أَلا اسفريفإنَّكِ مثلي في الكمالِ وفي السَّعدِفَوَلَّتْ حَياءً ثُم أَرْخَتْ لثامهاوقد نَثَرَتْ من خَدِّها رَطِبَ الوَرْدِوَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جُفُونهاكَسَيفِ أَبيها القاطِعِ الـمُرْهَفِ الحَدِّتُقَاتِلُ عَيناها بِهِ وهو مُغْمَدٌومن عَجَبٍ أَنْ يَقْطَعَ السَّيفُ في الغِمْدِمُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضُومَةُ الحَشَامُنَعَّمَةُ الأطرافِ مائسةُ القَدِّيَبيتُ فُتاتُ المِسْكِ تحتَ لثامِهافَيزدادُ من أنفاسِها أَرَجُ النَّدِّوَيَطْلُعُ ضَوءُ الصُّبحِ تحتَ جَبينهافَيَغْشَاهُ ليلٌ من دُجَى شَعرها الجَعْدِوبينَ ثَنَاياها إذا ما تَبَسَّمَتْمُديرُ مُدَامٍ يَمْزُجُ الرَّاحَ بالشَّهْدِ* وعندما ألح به الشوق والفراق والجوى قال مخاطباً عبلة في لوعة وأسى:يا عَبْلُ أينَ من الـمَنِيَّةِ مَهْرَبيإن كانَ رَبِّي في السماءِ قَضَاهاإِنِّي امرؤٌ سَمْحُ الخَليقَةِ ماجِدٌلا أُتْبعُ النَّفْسَ اللَّجوجَ هَوَاهاولئن سأَلْتَ بذاكَ عَبلَةَ خَبَِّرَتْأَنْ لا أُريدُ من النساءِ سِوَاهاوسلامتكم...