15 سبتمبر 2025
تسجيلالعمل الخيري دائما ما يكون تطوعيا بحتا، يدخله كل من يريد الأجر من الله ثم من يحب مساعدة غيره من المسلمين، وهذه الأمور سبحان الله لا تكون إلا لفئة أحبت الله بصدق فصدقها وأعطاها ما تتمنى. يتجلى معنى الإنسانية في العمل الخيري التطوعي، وترتفع فيه روح التنافس الشريفة، وتتسارع الخطوات لإنجاز أمور، بل إن أصحابها مبدعون بعملهم الخيري كونه نابعا من قلوب محبة رضية راغبة بهذا العمل.العمل الخيري التطوعي هو عمل لا شك يأخذ وقت الإنسان خصوصا إن كان لديه عمل وبيت ومسؤوليات، ومع هذا تجد مثل هؤلاء الأشخاص هم الأكثر نجاحا في حياتهم، هو توفيق من الله لهم لكونهم أحبوا الخير فقط مرضاة لوجه الله.وإن كانت هناك جمعيات عريقة ترعى هذا العمل الخيري ولها موظفوها الخاصون بها، فما زال هناك من أهل الخير من الأفراد من يحب عمله بنفسه، بل ويتكبل معاناة السفر من جيبه ليقوم بعمل مشاريع في بلاد فقيرة، يقوم بالإشراف عليها من باب الأمانة على من أستأمنوه عليها، والأمر لا يخص الذكور بل نافستهم فيه الإناث ولله الحمد.هذا الجانب الخيري الذي يقوم به الكبار لابد أن يكون مقابله جانب لعمل خيري خاص بالصغار وأطرح أمامكم هذا المقترح الذي أرجو أن يكون له صدى مستقبلا ويُنفذ، ويحتاج هذا العمل لتعاون بين الجمعيات الخيرية المختلفة والمجلس الأعلى للتعليم، ونحن نعلم أن هناك درجات سنوية لمشاركات الطالبات في اللوحات وغيرها؛ لذلك يكون الأمر سهلا بإذن الله بتوجيه هذه الدرجات لمثل هذا المقترح.ليكن هذا العمل الخيري إجباريا -لأنه لا احد من الطلبة سيذهب تطوعا، ولكن قد يجذبه العمل الخيري بعد القيام به- خاصا لطلبة المدارس، تعلمهم ماهية العمل الخيري وأهمية القيام به. ذلك أننا نشاهد في فترة الصيف الكثير من الطلبة والطالبات لا حيلة لهم إلا التسكع في المجمعات، أو التسابق آخر الليل في الشوارع، أو السفر مع أصحابهم سواء بموافقة الأهل أو بالضغط عليهم، أو السهر لآخر الليل. لذلك فإن إشراك الطلبة والطالبات عن طريق المدارس في هذه الأعمال سيعطي نتائج طيبة في المستقبل للفرد والمجتمع، ولا يقتصر الأمر على الصيف بل قد يكون طوال العام.ونسميه عملا خيريا إجباريا؛ لأنه سيكون عملا خيريا بحتا ولكنه إجباري من قِبل المجلس الأعلى للتعليم تُحتسب لمن يقوم به درجات تكون مضافة لعمله السنوي ولتكن مأخوذة من اللوحات والمشاركات مثلاً، ويكون للمرحلة الثانوية بنين وبنات من الأول للثالث الثانوي. نعم ستكون الأعداد كبيرة والعمل ضخما، ولكنه مكسب للطالب وللجمعية نفسها.تقوم الجمعيات بعد استلام الكشوفات من المدارس، بإعطاء الطلبة جدولا لحضورهم للبدء في البرنامج:❶ بداية البرنامج تكون عبارة عن دورات ومحاضرات للفئتين في قاعات كبيرة، يحاضر بها من له أسلوب طيب لتحبيب الطلبة بالعمل الخيري فيتحدث عن أهمية الأعمال الخيرية وتُعرض لهم فيديوهات للأعمال السابقة للجمعية مثلا.❷ ثم يوجه الطلبة لكيفية العمل الخيري ومن يقوم به، وغرس حب التطوع والترغيب فيه لنيل الأجر.❸ التحدث عن صفات المتطوع، وتشمل الدين،النية، الأخلاق، الالتزام بالعمل التطوعي والاخلاص فيه لوجه الله فقط، أهمية التقيد باللبس المحتشم والحفاظ على الهوية الدينية والمجتمعية والعربية.❹ تعريف الطلبة بالعمل الخيري داخل البلاد، ويوزع الطلبة على جميع فروع الجمعية ويعطون جميع الأعمال التطوعية حتى جمع الكوبونات.❺ تعريفهم بعمل الجمعيات خارج البلاد بالتعاون مع جمعيات خيرية عربية أخرى، وعمل رحلات خارجية للطلبة البنين فقط يدفع أهل الطلبة رسومها.❻ في نهاية الدورة التي تحدد مدتها الجمعية الخيرية بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم يكون هناك امتحان بسيط يسير فقط لتعزيز ما تعلمه الطالب في فترة تدريبه بالجمعية الخيرية، وشهادات وهدايا رمزية.أمر مثل هذا يحتاج لإعداد ولكنه سهل على من سهله الله عليه، ويجب أن يكون هناك اتفاق بين المجلس الأعلى للتعليم والجمعيات الخيرية، بحيث يُرسل لهم الطلبة والطالبات على أن يسجلوا حضورهم وغيابهم ومدى تفاعلهم، ثم تُرسل النتائج للمجلس ولمدرسة الطالب لاعتمادها.بمشاركة الطالب في هذا العمل:❶ سيقدر قيمة النعمة التي هو بها، وحياة الترف التي يعيشها.❷ سترتفع عنده روح الحماس والتفاعل الاجتماعي، وسيكون من الأفراد المنتجين الذين يخدمون المجتمع بكل فئاته.❸ سيتعلم ما لم يكن يتوقع بالعمل الخيري، وسيرى أن العمل الخيري شاق ومرهق وقد لا يخدمه الجميع ولكن صاحبه مأجور.❹ سيتعرف على المحتاجين في داخل البلاد وأماكن تواجدهم.❺ سيكون يداً للجمعيات الخيرية وقتما أرادوه لبى النداء.بهذا العمل الخيري الإجباري نكون حققنا أمورا كثيرة:❶ تعريف الطلبة على الأعمال الخيرية بالبلاد وما تقدمه خارج البلاد.❷ كسبهم وتعلمهم أمورا أفضل من ذهابهم لأماكن تضيع من وقتهم وتهدر صحتهم.❸ تغيير سلوك الطلبة من الاستهلاك وحب الذات لحب الصدقة والعطاء.❹ كسب الجمعيات مستقبلا لمتطوعين بسهولة في جميع أعمالها.❺ استغلال الجمعية لهم عند حاجتها لإنجاز أعمال كثيرة لهم في وقت يقل عدد موظفيها نظرا لإجازاتهم.همسة أمل: هل هناك من جمعياتنا الخيرية الكبيرة (ولتكن جميعها) من ستتبنى هذا الأمر مع المجلس الأعلى للتعليم؟ وهل للمجلس الأعلى للتعليم أن يتفضل مشكورا بوضع درجات للطلبة أو احتسابها من مشاركات وأعمال الطالب السنوية لمثل هذا العمل الذي يعود نفعه على الطالب والبلد؟ هل ممكن أن تتحقق هذه الفكرة؟؟