16 سبتمبر 2025

تسجيل

زكية خيرهم.. المغربية المغتربة

13 يونيو 2012

لم أكن أعرف عن زكية خيرهم سوى أنها كاتبة مغربية، هجرت وطنها طواعية واختيارا، أو هاجرت منه اضطرارا، وفي الحالتين فإنها أصبحت إنسانة مغتربة في الغرب، وبالتحديد في النرويج، وهكذا قدر لها أو شاءت لنفسها أن تبتعد عن الشمس الدافئة المدفئة، لكي تواجه ثلوج القطب الشمالي! فيما بعد، سألت نفسي: كيف استطاعت زكية خيرهم أن تتأقلم مع مجتمع غريب تماما عليها؟ كيف تمكنت من أن تندمج مع أناس لا يتكلمون لغتها العربية، وليست لديهم صورة واضحة الملامح عن الإسلام الذي تعتنقه هذه الكاتبة المغربية؟ أي جهد جهيد قد بذلته إلى أن استطاعت أن تتعلم اللغة النرويجية؟ وأي شعور بالثقة قد غمرها حين بدأت تترجم العديد من المقالات والكتب الأدبية من النرويجية التي تعلمتها إلى لغتها العربية، من خلال أسلوب عربي فصيح ومبين؟ تذكرت مقولة سقراط الشهيرة والجميلة: تكلم حتى أراك، وقد بادرت زكية خيرهم بالكلام فاستطعت أن أراها، بعد أن تلقيت منها بعض إبداعاتها الأدبية، متمثلة في مجموعة قصصية بعنوان الأجانب في بلاد الفايكنج، ورواية طويلة جريئة بعنوان نهاية سري الخطير، ومن البديهي أو المنطقي أن تكتب الكاتبة عمليها الأدبيين في أوسلو عاصمة النرويج، لكن صدورهما لابد أن يكون عن طريق إحدى دور النشر العربية، وهذا ما كان وما تحقق! دون حاجة مني لإجراء مكالمات مسموعة أو مرئية، تكفلت المجموعة القصصية الأجانب في بلاد الفايكنج بأن تجيب على الكثير من الأسئلة التي كنت قد طرحتها على نفسي، ومن الطريف أن الأسئلة التي كنت قد طرحتها أنا الإنسان المصري – العربي، قد جالت في ذهن كاتبة نرويجية، على دراية بالأدب العربي، حيث قالت فيستر بارج: هل يمكن للإنسان أن يكون سعيدا في بلد آخر؟ وتجيب الكاتبة النرويجية قائلة: إن الانتقال من الوطن الأصلي يعني تغييرا دراميا وفجائيا. والواقع أن إجابة الكاتبة النرويجية على سؤالها الذي طرحته تلخص جوانب المعاناة القاسية التي يشعر بها كل من يهجر وطنه باختياره، أو يضطر للبعد عن ترابه وسمائه، نتيجة لأسباب متنوعة ومختلفة، وعلى أي حال فإني أعترف بأن الرواية الطويلة والجريئة – نهاية سري الخطير- قد استطاعت بالفعل أن تجيب على سؤال حيرني لبعض الوقت، وهو لماذا هاجرت زكية خيرهم من المغرب، لكي تتحول إلى كاتبة مغربية مغتربة في الغرب!