11 سبتمبر 2025
تسجيلاستراتيجية "تجفيف المنابع" لها تطبيقاتها المختلفة لعلنا لمسناها بشكل مباشر مع نظام بن علي غير المأسوف عليه بتونس في اكثر من صعيد فكري وديني واجتماعي بالمجتمع التونسي مع تطبيقات في بلاد اخرى لا تقل عنها فجاجة!! ولكن لا ننسى ان جذور المصطلح غربية المنشأ واشتد تطبيقه على المؤسسات والمنظمات الاسلامية الخيرية بلا استثناء في العقدين الماضيين خاصة، بينما شهد العمل الخيري الغربي ازدهاره المستمر في ذات الفترة وقبلها وبعدها!! ومما يشين هذا التوجه الالغائي ما يؤكده بعض الدراسات التي أجراها البنك الدولي وقام بها خبراء ومختصون، كما يقول احد المعنيين. مضيفا أنه: للحكم على أي مجتمع من حيث الواقع التنموي يجب النظر إلى القطاع الأهلي أو القطاع الخيري أو ما يسمى بالقطاع الثالث، ونستطيع أن نحكم على مستوى التنمية في هذا المجتمع بالنظر إلى هذا القطاع، فإن كان متقدماً وقوياً فهذا يشير إلى أن المجتمع قوي، يسير باتجاه تحقيق أهدافه التنموية، وإن كان ضعيفاً فإن هذا المجتمع بالضرورة يعاني من ضعف في عملية التنمية، وبالتالي لن يتمكن من تحقيق التنمية وأهدافها في غياب الدور الحقيقي والقوي للعمل الخيري. نقول وان كانت هذه الدراسات لا تضيف جديدا الى ما نعرفه من اهمية للعمل الخيري ودوره في مجتمعاتنا تاريخيا الا انه لاحرج من الاستناد اليها لمن يداخله شيء من الشك أو يعاني من ضعف في المعلومات أو الذاكرة!! اذن لمصلحة من يستمر التشكيك في عمل مؤسساتنا الخيرية على مستوى العالم .. واين يكمن الخلل وهل الاشكالية فينا نحن ام خارجنا؟! في جميع الاحوال اعتقد انه بات على الجمعيات والمؤسسات الخيرية في عالمنا الاسلامي وخاصة في اقليمنا الخليجي ان تتحرك ايجابيا اكثر لبلوغ اهدافها، فالطرق التقليدية لم تعد مجدية ولا مثمرة.. نحن بحاجة الى حراك جديد في العمل الخيري يعيد الحياة الى هذا القطاع الحيوي شبه المعطل.. إن الاشخاص القائمين على العمل الخيري عليهم ان يستحضروا مكامن القوة والضعف في عملهم وان يبادروا مبكرا بإجراءات الوقاية والحماية لمؤسساتهم وان كلفتهم خروجهم وادخال دماء جديدة في العمل!! فبعض المسؤولين بالمؤسسات الخيرية من حيث لا يدرون يمارسون دور "تجفيف المنابع" من خلال سياسات عقيمة أضرت بواقع العمل الخيري وابعدت الناس عن المساهمة الصادقة في تفعيل هذا القطاع الحيوي!!